الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سمات مرحلة المراهقة

السؤال

لدي أخت تبلغ من العمر 15سنة، مفتونة بالتسوق وحب الشراء، والاهتمام بالمظهر، أهلي لا يقصرون معها لكن في حدود المعقول، وإذا رفضوا لها طلباً يرون ضرورة رفضه غضبت وذهبت لغرفتها تبكي وتجلس بالساعات فيها دون أن تكلم أحداً، في البداية كنا نحاول إرضاءها وإقناعها لكن بدون فائدة، فأصبحنا نتجاهلها حتى ترضى من نفسها، إلا أنها صارت تكرر هذا السلوك كثيراً وعلى أتفه الأسباب، نرجو إفادتنا في الطريقة المثلى للتعامل معها، إضافةً إلى ذلك فهي عنيدة، ولا تحترم من هو أكبر منها، ولكم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتكم على الحق وأن يشرح صدوركم للذي هو خير، وأن يهدي أختك وأن يعينها على التغلب على تلك التصرفات السلبية، وأن يرزقكم الصبر عليها ومساعدتها في سلوك الطريق القويم.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أطمئنك أن هذه التصرفات التي تصدر من أختك تعتبر من سمات مرحلة المراهقة، إلا أنها قوية عند أختك نوعاً ما، وهي مرحلة سنية وسوف تنتهي مع الأيام إن شاء الله، وخير علاج لهذه الحالة إنما هو في الإقناع ومحاولة تفهم ظروف أختك وتفهمها أيضاً لظروفكم، وشرح وتحليل هذه التصرفات معها بنوع من العقلانية والهدوء؛ لأن سمة مرحلة المراهقة هي التمرد ومحاولة الخروج على المألوف وتحدي سلطان الأسرة غالباً، والانبهار بكل جديد، ومحاولة التقليد، وهذه كلها أمور تحتاج في علاجها إلى نوع من الصبر والحكمة واللين وعدم العنف والتوبيخ والتأنيب، وأرى أن إهمالها من قبلكم وعدم إرضائها حلاً معقولاً، ولكنه يأتي في الأهمية بعد الحل الأول وهو الحوار والمناقشة الهادئة، وأفضل أن يقوم بها شخص واحد مثلك بعيداً عن بقية أفراد الأسرة، هذا أولاً، والحل الثاني هو في عدم الاستجابة الفورية لطلباتها، وتركها وحدها إذا ما غضبت حتى تخرج ما في نفسها من توتر وعصبية، فحاولوا مساعدتها بالحوار والنقاش الهادئ، ثم بالإهمال عند الحاجة والضرورة .

وأكثروا لها من الدعاء أن تتخطى تلك المرحلة على خير وبسلام؛ لأنها من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته الأولى، وحاولوا ربطها ببعض الأعمال الهادفة أو المحاضرات الدينية أو ربطها ببعض الأخوات الصالحات التي تفضي إليها بما يدور في نفسها؛ لأن هذا أمرٌ لابد منه للشباب في مرحلة المراهقة خاصة .

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد وسعادة الدارين، والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نودي

    مالومها انا بنفس عمرها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً