الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهاب حاد في المثانة.. فهل هو الخلالي؟

السؤال

السلام عليكم َورحمة الله وبركاته

أعاني من آلام في الخواصر، ومن حرقة بالبول، ورغبة بالبول بشكل متكرر، وذلك منذ كان عمري ١٢ عاما، وقد عملت قبل ١٢ سنة منظارا للمثانة، وقال لي الطبيب: إن المثانة متهيجة وتشبه تفاحة متآكلة، وقال: إن عندي قرحة، وكتب لي إبراً، ولم أستفد منها.

عملت فحوصات هذه الأيام، وتبن أن المثانة تفرغ البول بنسبة ٨٠٪، ولا توجد التهابات بالبول، وقال لي الدكتور: التهابات المثانة مزمنة؛ فهل هذا صحيح؟ فدائما ما أقوم بالليل إلى الحمام، وذلك أكثر من ثلاث مرات، والأمر بات يزعجني، وبالأخص بعد الجماع، تصبح الآلام عجيبة من نوعها، وأنا الآن بعمر ٣٢ عاما، ولي متزوجة ١٥ سنة؛ فماذا أفعل؟ وهل يمكن أن تكون عندي المثانة العصبية؟ وهل هذا الأمر يؤثر على الإنجاب؟ وما الحل أرجوكم؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم همام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما فهمت من رسالتك -يا عزيزتي- فإنك تعانين من آلام، وأعراض بولية مزمنة، وبدأت في عمر مبكر, وعلى الرغم من أنك قد قمت بمراجعة عدة أطباء، وتم عمل عدة تحاليل واستقصاءات؛ بما في ذلك تنظير المثانة, إلا أنه لم يتم التوصل إلى السبب لغاية الآن, وهذا يجعل الشك كبيراً باحتمال أن يكون لديك حالة تسمى: (التهاب المثانة الخلالي).

هذه الحالة تشخص عن طريق النفي, أي بعد عمل كل التحاليل والاستقصاءات اللازمة لنفي وجود الأمراض الأخرى, كالالتهابات والحصى وغير ذلك؛ فإذا لم يتبين وجود سبب, فهنا يجب التفكير بهذه الحالة, أي بالتهاب المثانة الخلالي, وهي عبارة عن التهاب عقيم، وغير جرثومي، يصيب جدار المثانة، ويسبب فيه التهيج، ويترافق مع أعراض تشبه تماما أعراض الالتهاب العادي، لكن من دون وجود ميكروبات في البول أو المثانة, والأسباب التي قد تؤدي لمثل هذه الحالة مختلفة، وكلها تسبب التخريش للمثانة.

وهذا المرض يصيب النساء أكثر بكثير مما يصيب الرجال، ويمكن أن يحدث في أي عمر, وقد يختفي من تلقاء نفسه، أو قد يبقى مستمرا، وقد يأتي على شكل نوبات، أو قد يتحرض بظرف ما، كالشدة وبعض الأطعمة (فقد وجد بأن الأطعمة الحادة والحامضة تزيد من شدة الحالة).

وللأسف لا يوجد لغاية الآن علاج شاف لهذا النوع من الالتهاب, ويبقى العلاج الأساسي هو محاولة معرفة العامل المهيج وتفاديه، مع تخفيف الألم والأعراض المزعجة, وبالتالي أنصحك باتباع ما يلي:

1- تناول المسكنات من نوع بنادول، أو بروفين عندما يشتد الألم.
2- تناول مضادات الحموضة التي تؤخذ عند من يعاني من قرحة المعدة، أو من الحموضة مثل (زنتاك Zentac ) أو غيره؛ لتقليل إفراز حمض المعدة.
3- ممارسة تمارين لتقوية عضلات الحوض وتدريب المثانة مثل تمارين (كيغل).
4- الإكثار من شرب الماء.
5- ممارسة الرياضة يوميا.
6- إذا لم تحدث استجابة على الأدوية السابقة يمكن البدء بدواء يسمى (الميرون Elmiron) ويجب تناوله تحت إشراف الطبيبة المختصة، والتحسن عليه يحتاج إلى وقت، فقد تمر 6 أشهر قبل أن يحدث تحسن.
7- تفادي أو التقليل جدا من الأطعمة الحامضة والحارة، التي تحتوي على الكثير من البهارات.
8- تفادي الأطعمة الدسمة والكثيرة الدهون.
9- تفادي القهوة والمشروبات الغازية والشكولاتة، والمحليات الصناعية، والعصائر المحلاة جدا.
10- وأنصحك باستخدام مفكرة لمحاولة معرفة السبب المهيج للمثانة, وقومي بتسجيل نشاطك، ونوع طعامك، مع ملاحظة الأوقات، أو الأيام التي يتحسن فيها الألم، أو يشتد, فهنا سيسهل معرفة ما يزيد الألم وما يخففه.

إذا بقيت الحالة على ما هي عليه، أو اشتدت -لا قدر الله- فهنا ستحتاجين إلى تقييم جديد من قبل أخصائية في الأمراض البولية، مع عمل دراسة ديناميكة البول، والتأكد من عدم وجود سبب آخر، أو حدوث أمر مستجد, فإن تأكد عدم وجود سبب؛ فهنا يمكن اللجوء إلى استخدام أدوية أخرى للسيطرة على الألم، وبقية الأعراض.

أسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً