الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رعشة وخفقان وأعراض أخرى حال المرور بموقف محرج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ أربع سنوات بدأت أشعر بوجود رعشة باليدين، وخفقان بالقلب، وصعوبة تنفس، وكحة متواصلة عند المرور بموقف محرج، أو قلق، أو إجراء مقابلات وعند العصبية، والموضوع في تزايد، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح جدًّا أن أعراضك هذه ناتجة من قلق المخاوف، فالقلق يُسبِّبُ كل ما ذكرتَه، وصعوبة التنفُّس ناتجة من الانقباضات العضلية التي تحدث في القفص الصدري، وهي ناتجة من التوتر النفسي، حيث يتحول إلى توتر عضلي، وحالات الكحة والسُّعال هذه أيضًا كثيرًا ما نُشاهدها مع هذا النوع من القلق.

أيها الفاضل الكريم: أول ما تبدأ به هو أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، تتأكد من مستوى الدم لديك وقوته، ومستوى السكر، وتتأكد أيضًا من مستوى وظائف الغدة الدرقية، وكذلك مستوى فيتامين D، هذه الفحوصات مهمَّة، واضطراب الغدة الدرقية ربما يؤدي إلى أعراض مشابهة لأعراضك.

قناعاتي قويَّةٌ جدًّا أن الأعراض أعراض نفسية، لكن ما ذكرتُه لك هو من أجل التأصيل الطبي الصحيح.

وبعد أن تتأكد أن كل فحوصاتك سليمة؛ لو تمكَّنت من الذهاب إلى طبيب نفسي؛ هذا أمرٌ جيد، وإن لم تتمكَّن يمكنك أن تتناول علاجًا دوائيًا بسيطًا مثل العقار الذي يُسمَّى (سبرالكس)، دواء رائع وممتاز، يُضاف إليه جرعة بسيطة من عقار آخر يُعرف باسم (إندرال).

جرعة السبرالكس تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر. هذا إن شاء الله تعالى يفيدك كثيرًا.

وبالنسبة للإندرال – وهو أحد كوابح البيتا التي تُقلِّلُ من الرعشة وخفقان القلب – الجرعة التي تحتاجها هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: الحرص على ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية يُفيد كثيرًا في حالتك هذه.

وأريدك أيضًا أن تُعبِّر عن ذاتك ولا تحتقن، لأن الاحتقان النفسي الداخلي الذي ينتج من الكتمان يؤدي إلى صعوباتٍ نفسيّة من هذا النوع، وأريدك أن تكون اجتماعيًّا، وأن تحرص على أن تكون إيجابيًا في طريقة تفكيرك وكذلك مشاعرك، وعليك بالدعاء ففيه خير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً