الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وسواس الموت والقولون العصبي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 34 سنة، أعاني من القولون العصبي منذ 10 سنوات، واكتئاب، وخوف شديد، ووسواس الموت يطاردني دائما، ولكن هذا الوسواس زاد منذ 6 أيام، وأشعر بالخوف كأنه خارج من معدتي مع إسهال خفيف وغازات وأصوات في المعدة، وألم في الأذنين من الداخل، مع احتقان في الأنف، وصداع شديد.

ما يؤرقني حقا هو الوسواس والخوف من الموت الذي يأتيني في معظم أوقاتي حتى عند ذهابي للصلاة في المسجد، أشعر بالتوتر والقلق، وحينما أقف لأصلي أشعر كأني سأسقط، مع دوخة وزغللة وتنميل في أصابعي الثلاثة من الأصغر إلى الأوسط في كلتا يدي.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأعراض التي ذكرتها هي في الأساس أعراض قلق وتوتر، والقلق والتوتر قد يكون في شكل أعراض نفسية مثل الخوف من الموت والخوف من الأمراض، وقد يكون في شكل أعراض بدنية أو جسمانية، مثل ما يحصل معك من إسهال وغازات وأصوات في المعدة، والآلام كل هذا يا أخي الكريم أعراض بدنية للتوتر والقلق النفسي، والخوف من السقوط هذا طبعاً أعراض نفسية أيضاً للخوف.

فإذاً ما تعاني منه بدرجة كبيرة هي أعراض قلق وتوتر، والقلق والتوتر قد يكون مصاحباً ببعض أعراض الاكتئاب أو عندما تطول فترته يؤدي إلى الإحساس بالاكتئاب والإحباط، وحتى كلمة القولون العصبي يا أخي الكريم في كثير من الأحيان يسئ الاستخدامها، القولون العصبي نعني به أنه هناك اضطراب في الجهاز الهضمي متمثلاً في وجود ألم في المعدة أو في البطن قد يكون مصاحب بإسهال أو إمساك ولا يوجد سبب عضوي لهذا الألم، ولكن أحياناً آلام البطن قد تكون جزء من القلق والتوتر، وهنا لا نسمي هذا القولون العصبي لأنه جزء من حالة التوتر والقلق الذي يعيشها المريض، وغالبا هذا ما يحصل معك يا أخي الكريم.

إذاً تحتاج إلى علاج وبالذات علاج دوائي للقلق والتوتر، وقد يكون أنسب علاج لحالتك هو الدولكستين، الدولكستين هو مضاد للاكتئاب ولكنه مضادة للقلق وبالذات القلق المصحوب بأعراض بدنية وجرعته 30مليجرام تستخدمها يومياً وتحتاج لفترة من الوقت حتى تزول هذه الأعراض يا أخي الكريم، تحتاج لفترة شهر ونص أو شهرين ثم بعد ذلك عليك الاستمرار في الدولكستين لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه، ولعله من الأفيد أيضاً إذا كان هناك علاج نفسي وبالذات علاج الاسترخاء، لأن هذا يقلل من أعراض القلق والتوتر الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء عن طريق التنفس.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً