الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالغربة رغم أنني وسط أهلي، كيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم أولًا على موقعكم المليء بالإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما، وُلدت في بيئة متمسكة جدًا بعاداتها وتقاليدها، قبلت كل شيء بها رغم مرارتها، منذ سنتين واجهتني مشكلة وهي أنني أصبحت أكره الناس عامة، أشعر بأنني مختلف عنهم تمامًا، أكره ما يحبون، وأحب ما يكرهون، تفكيري لا يشابه تفكيرهم، واهتماماتي تختلف عن اهتماماتهم.

حتى أقربائي لا أرتاح لهم، وفي كل مناسبة أنظر في وجوههم وأشمئز، سبق وتعرضت لخيبات من أصدقائي باستمرار، فكلما أتعرف على صديق لا تستمر علاقتنا أكثر من عام، أصبحت أحب العزلة، لا أثق بأحد، ولا أريد الاختلاط بأحد، أصبت بالاكتئاب منذ 3 أشهر، وفكرت بالهجرة، فقدت لذة الحياة، وأصبحت أتمنى الموت رغم علمي بأنه لا يجوز.

أفكر في المستقبل وأخاف منه، وأتساءل إذا كنت الآن هكذا، كيف بعد عشرات السنين؟ أشعر بالغربة رغم أنني بين أهلي -أدامهم الله لي-.

أرجو حل مشكلتي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك -أخي الكريم-، وموقعنا في خدمتك دائما، ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة، والجواب على ما ذكرت.

بداية، أنت في نعمة عظيمة لأنك تعيش في بيئة صالحة، ولها عادات وتقاليد حسنة، وهذا خير عظيم أن تعيش في هذه البيئة التي تعينك على طاعة الله والتمسك بكمالات الأخلاق والمروءة، وأما ما طرأ عليك منذ سنتين، وأنك أصبحت تكره من حولك، ولا تحب ما يحبون حتى وصل الأمر إلى الأقرباء، فهذا قد يكون له أحد سببين:

الأول: أن بعض من تعاشرهم لديهم معاصي وبعد عن الله، وأنت مستقيم، وصالح في دينك، فأنت تكره ما هم عليه من المعاصي والذنوب، فهذا الكره محمود شرعا، وإذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغي لك أن تكره الأشخاص، وإنما تكره أفعالهم، ثم عليك أن تترفق بهم في تعليمهم ونصحهم.

وأما السبب الثاني: أنك -كما ذكرت- تعاني من مرض الاكتئاب، ومن أعراض هذا الأمر حب العزلة، وأن تكره من حولك، وهذا السبب لعله الأقرب الى حالتك، وإذا سعيت في علاج هذا المرض ستعود إلى حياتك الطبيعية في العلاقة مع الآخرين، وحسن العشرة معهم، وتقبل التباين الذي بينك وبينهم في الفهم والاهتمام ونحو ذلك.

ومن وجهة نظري أن علاج مرض الاكتئاب أنك تحتاج إلى الذهاب إلى طبيب نفسي، يشخص ما أنت عليه، ويصف له الدواء المناسب.

أخيرا: أرجو أن تكثر من ذكر الله تعالى، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها، وأن تكثر من الاستغفار، وأن تداوم على قراءة الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة، وآية الكرسي والمعوذات، فإن الاكتئاب قد يكون من أعراض نظرة عين من حاسد، والله أعلم.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً