الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مخاوف وشكوك وسوء ظن، كيف أتخلص من ذلك كله؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا، عندي مخاوف وشكوك وسوء ظن، لا أستطيع فعل العلاقات إذا تعرفت على شخص، دائما أشك في نفسي أنه رآني أشبه ما يعرف بالرجال المشتبهين بالنساء، ولا أستطيع الخروج من المنزل إلا بالسيارة، ولا أستطيع دخول المسجد لصلاة الجماعة.

ذات يوم عزمت على نفسي وذهبت، أصابني خوف، أردت الخروج من المسجد، وعندما قامة الصلاة بدأ جسدي بالارتعاش، والآن أخرج بالسيارة وأرجع إلى المنزل تأتيني أوهام أنني ما زات في ذلك المكان، وكأنني في حلم، وعندما قرأت عن مرض الذهان أشعر بالخوف من الإصابة بشيء منه، وأسأل الله العلي القدير أن يشفيني، ويشفي مرضى المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر على كل شيء، وعذرا إن أطلت عليكم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، -أخي- رسالتك واضحة جداً، وأقول لك: إنك تعاني من بعض الشكوك الظنانية المصحوبة بالوساوس، وهذه العلة موجودة في زماننا هذا، ولعلاجها -أخي الكريم- إن استطعت أن تقابل طبيب نفسي هذا هو المطلوب، وإن لم تستطع أرجو أن تطبق الآتي:

أولاً: يجب أن تحقر هذه الأفكار، ولا تحللها، أو تبدأ في وضع بعض التفسيرات الغير منطقية لها، فهي وسواس ومخاوف وهي تفرض نفسها عليك، فإذاً تحقيرها سيكون هو أساس العلاج.

الأمر الآخر: أصرف انتباهك عن هذا الفكر، بأن تستبدل الفكر الوسواسي بفكر مخالف له، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تشغل نفسك في ما يفيدك من أعمال، وأن تبحث عن عمل العمل مهم جداً وقيمة الرجل حقيقة في العمل، ولا بد أن تحارب الفراغ الذهني، والفراغ الزمني، لأن المخاوف والوساوس والأوهام والشكوك تستشري في نفس الإنسان من خلال الفراغ، أمر آخر مهم جداً أخي يجب أن تحسن الثقة في الناس، وأسأل الله أن يحفظك من كل شر.

عليك بممارسة الرياضة، عليك بأن تصل رحمك هذه كلها علاجات وعلاجات ممتازة، وأنت محتاج لعلاج لدوائي -وإن شاء الله- سوف يفيدك كثيراً، هنالك عقار يسمى استالبرام هذا هو اسمه العلمي وسمى تجارياً سبرالكس وربما تجده في الجزائر تحت مسميات أخرى، إن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب النفسي فابدأ في هذا الدواء بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام تناولها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء سليم جداً، وإن تناولته بالطريقة والكيفية التي ذكرتها لك لن تحدث لك آثارها الجانبية، والتي تتمثل فيما يسمى بالأعراض الانسحابية إذا توقف عنه الإنسان فجأة، حيث يؤدي ذلك إلى المزيد من القلق والتوتر، الدواء فقط قد يؤدي إلى زيادة في الشهية نحو الطعام لدى بعض الناس فيجب أن تحذر إذا حدث لك شيء من هذا، كما أنه يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي عند الجماع لدى المتزوجين لكن ليس له أثر سلبي على الصحة الذكورية أو الإنجابية.

أخي: الدواء الثاني، وهو دواء داعم بسيط جداً يسمى دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام صباحاً لمدة شهرين ثم تتوقف عنه، وهو بهذه الجرعة لا أثر جانبي مخيف يسببه هذا الدواء، -فأخي الكريم- أرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد وأن تتناول الأدوية التي وصفتها وأنا على ثقة تامة -إن شاء الله تعالى- سوف تتخلص من المخاوف، وبالنسبة للصلاة لا تتردد أخي الكريم، وأعلم أن المسجد هو مكان الأمان والطمأنينة، وأنا أؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف، كما أن لا أحد يلاحظ مخاوفك فالمخاوف هي شعور شخصي جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً