الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع والديّ بعدم ضرورة تأخير زواجي حتى أنهي الدراسة وأعمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 عاماً، ومازلت أدرس، والداي يقترحان علي ألا أتزوج حتى أكمل دراستي وأشتغل، فقد تقدم لي شاب وتم رفضه لأنهم لم يشجعوني على قبوله، ونصحوني بأن أكمل دراستي أولاً، هل لدي إثم في رفضي للشاب؟ وقد حاولت إقناع والديّ بأسلوب مرن لكن دون جدوى، ما الحل؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فإنه ليس عليك إثم أو ذنب أو حرج في رفض أي شاب، كما أنه لا حرج على أي شاب إذا رفض الفتاة، شريطة أن يكون ذلك الرفض من غير إحراج، من غير إلحاق أذىً بها، ولكن هذه الأمور لابد أن تكون برضى تام، وإن كان الشاب مناسبًا وصاحب دين وصاحب خلق، ووجدتِ في نفسك ميلاً إليه فما ينبغي أن يقف الوالد أو الوالدة في طريق هذا الشاب، لأن مثل هذه الفرص قد لا تتكرر، وبكل أسف مسألة الدراسة والاهتمام بإكمالها، هذه من أكبر المشاكل التي تواجه الفتيات وتواجه الشباب كذلك، لأن الأهل يظنون أن الزواج عائق في طريق إكمال التعليم وإكمال هذا المشوار.

وعلى كل حال، فإن الأمر أعتقد أنه قد انتهى، لكن لو جاءت فرصة وجاء صاحب دين وصاحب أخلاق، فنحن ننصحك بعدم تفويت الفرصة، وبالاجتهاد في إقناع الوالد والوالدة، والحرص على إرضائهم بأي وسيلة، بإدخال الوساطات، وبإدخال أصحاب الوجاهات، والأعمام والعمات، وبالتوجه إلى رب الأرض والسماوات قبل وبعد ذلك، واتخاذ عدد من الوسائل والحيل من أجل إقناعهم، لأن الزوج المناسب – والشاب المناسب – قد يكون فرصة نادرة، ولكن في كل الأحوال الفتاة مُخيّرة في نفسها، ليس الأمر لأهل الفتاة، وإنما القرار الأول والأخير للشاب وللفتاة، هما اللذان يتخذان القرار المناسب في هذه المسألة، ودورنا نحن كآباء وأمهات وأهل هو دور توجيهي، من حقنا أن نتدخل وبشدة إذا كان الخاطب المتقدم صاحب منكرات، وصاحب مخدرات، وبعيد عن الدين، عند ذلك نتدخل، أما إذا جاء صاحب الدين وصاحب الأخلاق، ورضيت به الفتاة ورضي بها ومال إليها ومالت إليه، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.

ولا مانع من أن تقبلي بصاحب الدين، وتتفقوا على تأخير المراسيم -مثلاً- حتى تنتهي الدراسة، أو على أبواب انتهائها، وتختاروا التوقيت المناسب الذي يرتضيه كل الأطراف، وهذه الأمور دائمًا بالنقاش وبالحوار والمراجعة والتفاهم، لأننا لا نريد أن تفوت الفرص المناسبة، لكن من ناحية الشرع لا حرج، ولا عيب على فتاة إن قبلت بشاب وإن كان ذو مواصفات عالية، ولا عيب على أي شاب أو انتقاص من فتاة رفضها الشاب، لأن الحياة الزوجية لابد أن تقوم على الرضا التام، والوفاق التام، والتفاهم التام، لأن مشوار الحياة طويل، والمجاملات ليست فيها مصلحة، لا في الرفض ولا في القبول، لا نريد أن تكون هناك مجاملات، وإنما نريد أن يُقدم الدين وتُقدم الأخلاق، ثم بعد ذلك إذا رضينا دينه وخلقه فإننا نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إكمال مشوار العلم، وأن يستخدم الجميع فيما يُرضي الله تبارك وتعالى، وأن يرزقك بزوج ترضاه الوالدة ويرضاه الوالد، ويكون صاحب دين وخلق، وأن يُسعدك في الدنيا والآخرة، ونرحب بك في موقعك، ونتمنى أن نسمع عنك خيرًا، وسوف نكون سعداء في حال التواصل قبل رفض الشاب حتى نتعاون جميعًا في اتخاذ القرار المناسب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً