الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من خوف وقلق عند مقابلة بعض الأشخاص.

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب استشارة سابقة، وقد بدأت في استعمال السيبرالكس منذ ثلاثة أشهر حسب توصياتكم، وصرت أشعر بتحسن يصل إلى (60%)، ولكني ما زلت أشعر بشيء من الخوف والقلق عند مقابلة أشخاص معينين كالمدير مثلاً، فهل مع الاستمرار بالعلاج يمكن أن أتوصل إلى الشفاء التام بإذن الله؟!

أرجو أن تشرحوا لي عن التعود على المهدئ (زاناكس)، وهل هو مخيف لدرجة كبيرة؟! علماً بأني أستخدمه في بعض الأوقات عندما أكون متعباً، ولا أخفيكم أني أشعر بالإحباط من حالتي، وأفكر أنه لا شفاء لمرضي رغم أنني أمارس حياتي كما يجب مع بعض الصعوبات.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التحسن بنسبة ستين بالمائة يعتبر أمراً إيجابياً، ويجب أن يكون مشجعاً لك؛ لأن التشجيع الذاتي هو من أهم وسائل أن يتحصل الإنسان إلى مزيد من التحسن.

والشعور بالخوف والقلق عند مقابلة الآخرين يجب أن يحقر، ويجب أن تستبدله بشعور مخالف ومضاد، وعليك أن تتذكر أن المدير وغيره ما هو إلا بشر مثلك وليس أكثر من ذلك، وإذا أكثرت من المواجهات فهذا سوف يفيدك كثيراً، وسوف تحس ببعض القلق والتوتر في بداية المواجهة، وهذا القلق والتوتر يمكنك أن تتخلص منه بأن تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عند الشعور بهذا القلق، وباستمرارك في المواجهة سوف يبدأ مستوى القلق في الانخفاض حتى ينتهي نهاية كاملة.

فالتعريض هو المبدأ الرئيسي لعلاج القلق وعلاج المخاوف، والدواء لا شك أنه جيد ويدعم العلاج السلوكي، ويجب أن نعرف أن العلاج السلوكي هو بوابتنا الرئيسية للوقاية وعدم الانتكاسة من حالات الخوف والقلق، والجرعة الصحيحة للسبرالكس Cipralex هي عشرين مليجراماً، ومع هذه الجرعة سوف تصل إلى مرحلة الشفاء، خاصة إذا جمعت بين الدواء والعلاج السلوكي، ومع ضرورة التوقف عن التفكير التشاؤمي والقلق التوقعي.

وقد ذكرت أنك يأتيك شعور بالإحباط وتفكر أن لا شفاء أبداً من هذا المرض، لماذا هذا التفكير السلبي؟ يجب أن تثق في نفسك، وتغيير هذا المعتقد الخاطئ؛ لأن المعتقدات من خلالها تُبنى القدرات ثم تأتي الأفعال ثم تأتي النتائج، فأنت حين تبني فكرة سلبية هذا سوف يؤثر على قدراتك سلباً، وسوف ينعكس ذلك على أفعالك، وسوف يؤدي إلى نتائج سلبية، ولكن إذا كانت معتقداتك إيجابية وثقتك في نفسك قوية هذا سوف ينعكس إن شاء الله إيجاباً ويزيد في قدراتك وينعكس في شكل أفعال إيجابية ويؤدي إلى النتائج التي نرجوها وهي رفع الكفاءة النفسية.

وليس هناك ما يدعوك للإحباط، تذكر أنك قد تحسنت وهذا إنجاز كبير، تذكر أن العلم بإذن الله يسير في مصلحتك وأن الاكتشافات الطبية مستمرة وربما تأتي أدوية أفضل من السبرالكس بالرغم من أن السبرالكس في حد ذاته يعتبر عقاراً ممتازاً، وتذكر أنك بفضل الله تمارس حياتك بصورة طبيعية بالرغم من وجود بعض الصعوبات، فالحياة لا تخلو من صعوبات، أنت لديك أشياء إيجابية كثيرة ولله الحمد، ولو تذكرت تلك الأشياء الإيجابية وبنيت عليها وحاولت أن تدعمها فهذا إن شاء الله يؤدي إلى شفائك.

وأما (زاناكس Xanax) أو ما يعرف بـ(البرازولام Alprazolam) فهو من الأدوية الجيدة والفعالة لعلاج المخاوف، والتعود والإدمان يكون بزيادة الجرعة أو الاستمرار على الدواء بصفة يومية دون التوقف عنه، كما أن الإنسان يحس بأنه قد افتقد شيئاً هاماً إذا لم يتناول الدواء، وقد كان لديَّ أحد المرضى الذين أدمنوا على الزاناكس كان يصاب بقلق شديد جدّاً إذا قلت كمية الدواء لديه، وكان يسعى دائماً أن يؤمِّن كميات كبيرة من هذا الدواء، هذه كلها من علامات الخوف والقلق التوقعي والإدمان.

ولا أقول لك: لا تستعمل الزاناكس، ولكن استعمله بحذر، وجرعة ربع مليجرام هي جرعة صغيرة وبسيطة وليست جرعة إدمانية، ولا مانع لدي مطلقاً من أن تتناوله بمعدل مرتين إلى ثلاث كحد أقصى في الأسبوع، وهذه ليست من الجرعات الإدمانية وليست من الجرعات التي نتخوف منها.
وختاماً أرجو أن أكون قد أوضحت لك المطلوب، نسأل الله لك العافية، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً