الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الاستفسار عن الأمور الغيبية عند الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الحبيب، وبعد:

ابنتي تبلغ من العمر حوالي 6 سنوات، وهي دائماً تستفسر عن أمور غيبية، مثلاً تسألني: ما جنسية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ومن ثم تسألني نفس السؤال عن الله جل جلاله وتنزه عن الوصف، وكذلك تسألني عن يوم الساعة، وأنا أحياناً لا أريد أن أخيفها بالأجوبة التي قد لا تفهمها، وأحياناً لا توجد لدي إجابات خاصة في الأمور الإلهية، ولا أريد أن أظهر أمامها بمظهر الأم التي لا تعرف، كذلك أريد لها تربية إسلامية جميلة صافية وقوية، بعيدة عن كل الشوائب.

كما تسألني دائماً: لماذا لا أخرج من البيت وحدي من دون والدها؟ ولماذا أغطي شعري؟ وأخشى أن أجاوبها بطريقةٍ لا تفهمها.

بالله عليكم دلوني كيف أتعامل معها؟

طبعاً: لا يفوتني شكركم على موقعكم الجميل، والأنشطة التي أعتبرها بمثابة نادي صيفي لابنتي متاح في أي وقت، ونحن سعداء بكل ما تقدمونه.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن أسئلة هذه الطفلة دليل على نبوغها، وهي أسئلة تبشر بمستقبل باهر بحول الله القاهر، وأسئلة الطفل لها دلالات هامة وقد تتعدد دوافعها، وربما دلَّ بعضها على حاجة الطفل إلى الأمان، ولكننا نقول لك باختصار عليك بما يلي:

(1) كثرة الدعاء لطفلتك، فإن دعوتك أقرب للإجابة.

(2) الاهتمام بها وبأسئلتها وتشجيعها في كل الأحوال.

(3) الاستماع الإيجابي لأسئلتها، وذلك كأن تقولي: أنت ممتازة وفاهمة، وذكية، مع اللمسات الحانية.

(4) إذا كان السؤال يتعلق بالذات الإلهية، فعليك بإظهار التعظيم وقولي لها إنه خالقنا ورازقنا ألا تحبيه؟! ثم قولي لها: عندما تكبري سوف تعرفي الكثير وتكوني أستاذة كبيرة "هل راجعت الدرس اليومي" وحاولي صرف الطفلة عن متابعة الأسئلة المحرجة أو التي يصعب على المربي إجابتها.

(5) من المهم ضم الطفلة وتقبيلها والانتباه لسؤالها ومقاطعتها بكلمات إيجابية مثل ثم ماذا، هاتي ما عندك ...

(6) بالنسبة للأسئلة المتعلقة بالخروج والحجاب، تقولي لها: الإسلام يحب المرأة ولذلك حافظ عليها كما يحافظ الإنسان على الأشياء المهمة.

(7) إذا عجزت تماماً عن الإجابة فقولي: أنت ممتازة وتقبليها وتضميها إليك، ثم تقولي: يا فلانة ابحثي لي عن كذا، أو أريد أن تساعديني في كذا، وسوف أجاوبك مستقبلاً بعد أن أدرس وأراجع.

(8) الإجابة المتعلقة بالنار والقبر لابد فيها من تناول القضية من كافة الجوانب، فلا تذكري لها النار دون أن تذكري لها الجنة، وقولي لها: نحن سوف ندخل الجنة إذا صلينا وسمعنا كلام الله في الدنيا وتركنا الكذب و...

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة الاتفاق مع والدها على منهج موحد، وأرجو أن توجهوا طاقتها إلى حفظ القرآن، وقدموا لها برامج نافعة قبل أن توجه إليكم الأسئلة.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر mohammed

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً