الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنجع الأدوية لعلاج الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكتب لكم الأجر ويجعل عملكم خالصاً لوجهه الكريم.

السؤال: هو أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي عند الإمامة وعند مناقشة الآخرين، علماً بأنني أحب الاختلاط بالناس، طولي 165ووزني 80 ولكن هذه المشكلة حيّرتني، وعلمت أن هناك علاجاً يسمى الزولفت، ولكن أريد معلومات عنه بارك الله فيك.

1- هل هو الأفضل في علاج الرهاب؟
2- هل له آثار جانبية علماً بأنني أعاني من حساسية جلدية؟
3- هل له آثار جنسية؟
4- وضّح لي طريقة استعماله بالتفصيل.
5- ما هو اسمه العلمي والتجاري؟
6- هل يوجد علاج أفضل منه؟ أرجو أن تذكره مع طريقة الاستعمال، علماً بأني أفضّل الذي ليس له آثار جانبية.

أسأل الله أن يسدد خطاكم ويبارك في عملكم وعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الحارث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي – هي ظاهرة منتشرة وهي - إن شاء الله تعالى – لا تدل على ضعف الشخصية أو على قلة الإيمان إنما هي حالة نفسية قلقية مكتسبة، وبفضل الله تعالى يمكن علاجها بصورة موفقة وناجحة جدّاً، وذلك عن طريق العلاج السلوكي والعلاج الدوائي.

يما يخص العلاج السلوكي أولاً: لابد من تصحيح المفاهيم، فإن هنالك مفاهيم خاطئة ومفاهيم معرفية سلبية هي التي تؤدي إلى هذا الخوف وإلى زيادته.

كما ذكرت لك أولاً أن الخوف الاجتماعي ليس نوعاً من الجبن، فهذا يجب أن تعرفه.

ثانياً: الناس لا يقومون بمراقبتك بالصورة التي تتصورها، فإن الكثير من الذين يعانون من هذه الظاهرة يعتقدون أنهم سوف يسقطون أو أنهم سوف يرتعشون أو يتلعثمون أمام الآخرين، وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً وإنما هي مشاعر مبالغ فيها تماماً كما أثبتت ذلك الدراسات، فعليك أن تصحح مفاهيمك في هذا السياق.

ثالثاً: المخاوف الاجتماعية هو أمر مكتسب وأمر متعلم، والشيء المتعلم والمكتسب يمكن أن يفقد وينسى، وهذا مبدأ فلسفي صحيح.

بعد ذلك يأتي العلاج السلوكي، وهو يتمثل في المواجهة وتحقير فكرة الوساوس، وهي تبدأ أولاً بالمواجهة في الخيال ثم بعد ذلك تكون في الحقيقة، والمواجهة في الخيال بأن تتخيل مثلاً – على سبيل المثال – أنك تؤمّ الناس، فإنه إن لم تكن مقدرة في الأصل لما تم اختيارك وترشيحك لهذا الموقع، وقد أكرمك الله بذلك فأنت أهلٌ له - إن شاء الله تعالى – وهذا يجب أن يقلل من قلقك ومن توترك.

أيضاً أرجو أن تجلس في مكان هادئ وتتصور أنك تقوم بإلقاء درس أو محاضرة في مكان عام أو في مسجد كبير أو أنك تخطب لصلاة الجمعة، عش هذا الخيال بكل قوة وبكل ثبات وبكل تمعّن، يجب أن تقوم بهذا التمرين يومياً لمدة عشرين دقيقة، وهذا يسمى بالمواجهة في الخيال وهو مفيد جدّاً ويقلل من القلق.

رابعاً: عليك بالتطبيق، وأنت - بحمد الله تعالى - تقوم بالتطبيق، وهو أن تواجه الآخرين وأن تنظر إليهم في وجوههم، وأن يكون لك دائماً حضور اجتماعي، حضِّر بعض الموضوعات التي سوف تقوم بمناقشتها مع الآخرين؛ لأن الرصيد المعرفي من المعلومات يساعد الإنسان في أن يكون متسقاً وسهلاً وقادراً على التواصل مع الآخرين دون أي نوع من القلق، وأنت - بفضل الله تعالى - تحب الاختلاط بالناس وهذا أمر جيد جدّاً، ولا أعتقد أن لديك مشكلة أساسية، فقط عليك رفع معدل الثقة بنفسك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فإنه توجد عدة أدوية ومنها الزولفت، وكذلك العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، وهنالك ثالث يعرف باسم فافرين، وهناك عقار رابع يعرف باسم إيفكسر، كلها - إن شاء الله تعالى – أدوية جيدة وفعالة جدّاً.

بالنسبة للزولفت هو حقيقة لا يؤثر أبداً بالنسبة للحساسية الجلدية، فهو على العكس تماماً فإن الحساسية الجلدية كثيراً ما تكون مرتبطة بالقلق، والزولفت يساعد في علاج القلق، وربما يكون مفيداً لك حتى من هذه الناحية.

أما من ناحية الآثار الجنسية فالزولفت حينما يعطى بجرعة صغيرة ليس له آثار جنسية سلبية، ولكن إذا ارتفعت الجرعة وبلغت حبتين أو ثلاث أو أربع في اليوم فإن هذا ربما يؤدي إلى تأخر في القذف لدى الرجال دون أي تأثير على ذكورة الرجل ومقدرته على الإنجاب.

بعض الناس ربما يشتكي أيضاً من ضعف في الرغبة الجنسية، وهذا حقيقة أمر خلافي جدّاً وكثر فيه الحديث، وأنا أعتقد أن الجانب النفسي فيه موجود وحتى وإن وجد الجانب الذي يمكن إرجاعه إلى التأثير المباشر إلى الدواء فهذا قليل وضعيف جدّاً ويصيب أقلية من الناس، وهنالك من تحسن أداؤه الجنسي بعد تناول هذه الأدوية.

أما طريقة استعمال هذا الدواء فأنت محتاج إلى جرعة حبتين مائة مليجراما في اليوم، تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة خمسين مليجراما بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، ويمكنك تناول هذه الجرعة بعد صلاة العشاء، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذه هي طريقة الاستعمال بالتفصيل.

أما بالنسبة لسؤالك الخامس، فإن اسمه التجاري (زولفت)، وفي بعض الدول يسمى بـ (لسترال)، أما اسمه العلمي فهو (سرترلين Sertraline).

أما بالنسبة لسؤالك السادس فإن الزولفت من أفضل الأدوية – كما ذكرت لك – وتوجد أدوية أخرى مشابهة وبنفس القوة وبنفس الفعالية وهي الأدوية التي ذكرتها لك.

هنالك عقار فافرين يستعمل أيضاً لعلاج هذا الخوف والرهاب الاجتماعي ويقال أنه ليس له أي آثار جنسية سلبية، وبداية تناوله تكون بجرعة خمسين مليجراما ليلاً بعد الأكل، ولابد أن يتم تناوله بعد الأكل لأنه يسبب حموضة في المعدة في الأيام الأولى من العلاج وتختفي بعد ذلك - إن شاء الله تعالى – وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وبعد شهر ترفع إلى مائتي مليجرام ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفّض إلى مائة مليجرام وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسين مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، هذا هو الخيار الثاني، ولكن أؤكد لك أن الزولفت من الأدوية الفعالة والجميلة والسليمة جدّاً، فيمكنك أن تبدأ به مع تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة والتي ستجدها في هذه الاستشارات: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 - 260852 )

أسأل الله لك الشفاء والعافية والمعافاة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    مليون شكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً