الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المهدئات النفسية.. وأثرها الإدماني

السؤال

أعاني منذ أكثر من 14 سنة من الخوف من أن أصبح مجنوناً وخاصة ليلاً، مع عدم القدرة في التحكم في النفس كالفزع، وبدأت في تناول المهدئات Lexomil valium dogmatil، والآن أتناول Depreks 20mg صباحاً Dogmatil 50mg مساءً وLexomil 6Mg 2l4 عند النوم مند مدة 3 أشهر، تحسنت حالتي.

علما أني أصلي الصلوات الخمس في المسجد، ومداوم على أذكار الصباح والمساء والورد (حزب كل يوم) وأمارس رياضة الجري 4 أو 5 مرات في الأسبوع، أنا أب لي ثلاثة أبناء وأنا سعيد جداً، وحياتي مستقرة، أصل رحمي ما استطعت.

أمي راضية عني وتدعو لي دائماً وتطمئن لزيارتي لها وتحبني، لي صندوق صدقة، أعينوني كي أتخلص من هدا الخوف، يرحمكم الله.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك كثيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية.

الخوف في الأصل هو نوع من القلق النفسي، كل أنواع المخاوف وكل أنواع الرهاب تشخص تحت أمراض القلق، وحقيقة القلق والخوف كثيراً ما يؤدي إلى وساوس، وكثيراً ما يؤدي إلى عسر في المزاج، ويؤدي إلى شعور سلبي حيال النفس وحيال الآخرين.

إذن: خط العلاج الأول أن تسعى جاداً لتغير أفكارك السلبية وتنظر إلى ما هو إيجابي في حياتك، والحمد لله أنت رجل طبيب ومؤهل وإن شاء الله الكثير من ما هو جيد وإيجابي في حياتك، فعليك التركيز في ذلك، وأنا سعيد تماماً بأنك الحمد لله تحافظ على صلواتك في المسجد وعلى أذكارك وعلى صلة رحمك، وإن شاء الله أنت مأجور على ذلك، وهذا إن شاء الله يدل على جودة الكفاءة النفسية.

الشيء الذي أزعجني بعض الشيء استعمالك (Valium) و(Lexomil) وأنت تعرف -أخي الكريم- وأنت في المحيط الطبي أن هذه الأدوية هي فعلاً تخفف القلق والتوتر، ولكنها أدوية تؤدي إلى التعود وتؤدي إلى الإدمان، وهنالك خاصية تميز هذه الأدوية وهي ما يعرف بالتحمل أو الطاقة، بمعنى أن الإنسان لا يتحصل على الراحة أو الفائدة التي كانت يتحصل عليها إلا إذا زاد الجرعة باستمرار، وهذا أمر خطير، والأبحاث تدل الآن أن هذه الأدوية تؤدي إلى ضعف مستقبلية في الذاكرة، كما أنه ربما تولد العنف لدى الإنسان.

فإذن -أخي - أرجو أن تتخلص منها بالتدرج، خاصة أنك تتناول (Lexomil) بجرعة 6 ملم، هنالك في نظري أدوية أفضل أود أن أقترحها عليك: عقار يعرف باسم ريمانون، وهو مضاد للقلق ومضاد للتوتر ويحسن النوم بصورة جيدة جداً، أرجو أن تتناوله بجرعة 30 ملم ليلاً، وتستمر عليه لمدة سبعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم يمكنك التوقف عنها.

وهنالك عقار يعرف باسم سبراليكس هو مضاد للاكتئاب ولكنه يتميز بأنه أكثر فاعلية وأفضل دواء لعلاج الخوف والقلق، فأرجو أن تتناوله بجانب الريمانون، وجرعة السبراليكس هي 10 ملم ليلاً وتستمر عليها لمدة عام، وهذه الأدوية سليمة وليست إدمانية، وإن شاء الله فيها خير كثير بالنسبة لك.

الريمانون ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، ولكن هذه يمكن التخلص منها بواسطة التحكم في الطعام وممارسة الرياضة والتي أنت تقوم بها الآن.

أخي الكريم الـ(Lexomil) أعرف أنه دواء استعبادي جداً، وأعرف أن التخلص منه صعب ولكنه ليس مستحيلاً، فخفضه بمعدل واحد ملم أسبوعياً، وهذا يعني أنك إن شاء الله في ظرف ستة أسابيع سوف تتخلص من هذا الدواء بصفة تامة، وإن شاء الله سوف تجد الريمانون هو الدواء التعويضي، وهو فعال وليس إدمانيا في نفس الوقت.

لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي حول العلاج السلوكي للخوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً