الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفافرين... ومدى فاعليته في علاج الوساوس والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكركم على جهدكم الطيب وجزاكم الله خيراً.
منذ سنة وأنا أعاني من الوسواس والاكتئاب، ومن ضيق الصدر بدون سبب، والخوف من أي شيء، ولم أذهب إلى دكتور نفساني، فقررت أن أعالج نفسي بنفسي، ومن خلال بحثي في الإنترنت وجدت أن الشبكة الإسلامية حريصة على تقديم الاستشارات النفسية الجيدة؛ لذلك أكتب لكم حالتي.

بعد قراءتي لكثير من شكاوى المرضى في هذا الموقع شخصت حالتي بأني مريض بالوسواس والاكتئاب، خاصة قبل النوم، والخوف الزائد، دائماً تراودني أفكار مخيفة، فمثلاً: وأنا أقود السيارة يطرأ على بالي أني سأصطدم بالسيارة التي أمامي، وأني سوف أموت وكذا ..الخ، وبعدها أتعوذ بالله من الشيطان، وأنا أعلم أنها أفكار سلبية، لكني لا أستطيع التخلص منها أبداً، أحاول بعزيمة وإرادة قوية، لكن للأسف أن هذه الأفكار تأتي غصباً عني، ولا أعلم كيف أعالجها، سمعت عن علاج الانفرانيل أنه لا يضر، ويصرف في الصيدلية بدون وصفة طبية، أخذت العلاج لمدة شهرين تحسنت حالتي شيئاً بسيطا، لكن هناك أعراض جانبية، مثل زيادة في الوزن والخمول، وأشعر بالنعاس، وبعد هذا التحسن قررت أن آخذ علاجاً أفضل منه.

ومن خلال قراءتي لاستشاراتكم وجدت أن الفافرين مناسب لحالتي، وأنا الآن أستخدم 50mg في اليوم، والأعراض الجانبية لا بأس بها، الإسهال والخمول وغيرها، لكن الأفكار التي تراودني بين لحظة ولحظة، هل الفافرين علاج مناسب لها، وأعتقد أن هذه الأفكار هي وسواسية، وأعتبرها قهرية؟

أرجو منكم النصيحة!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نعم؛ أخي الكريم هذه الأعراض هي أعراض وسواسية مرتبطة بالقلق وشيء من المخاوف والأعراض الوسواسية التي يجب على الإنسان أن يحاول إضعافها وذلك بتحقيرها ومحاورة ذاته ليصل إلى أن هذه الوساوس هي أفكار سخيفة ولماذا يشغل نفسه بها، وعلى الإنسان أن يفكر أفكاراً مضادة لهذه الوساوس ويمكن أن يربط فكرة الوساوس بفكر مقززة أو بفعل مقزز كإيقاع الألم على النفس مثلاً حين تأتي الفكرة الوسواسية أو حتى يمكن أن يستجلبها الإنسان ويتأمل فيها وفي نفس اللحظة يقوم بإيقاع الألم على نفسه كالضرب على اليد على جسم صلب بقوة وشدة حتى يحس بالألم...كرر هذه التمرين عدة مرات أي التفكر والتأمل في الوساوس وبعد ذلك ربطه مباشرة بتفاعل مختلف وهو إدخال الألم على النفس هذه أيضاً من الحيل النفسية السلوكية التي تُساعد .

بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم العلاج الدواء يفيد جداً لأن المكون البيولوجي أو المكون الكيمائي للوساوس الآن أثبت تماماً أنه عامل ضروري في تكوين وشدة واستمرارية هذه الوساوس ولذا تعتبر الأدوية هامة من أجل إحباط وإيقاف هذه التغيرات الكيمائية المصاحبة للوساوس، وهنالك عدة أدوية منها الفافرين ويعتبر من الأدوية الجيدة والفاعلة جداً ولكن الشيء الوحيد أنه يتطلب الصبر على الجرعة لأن الجرعة التي تعالج الوساوس المصاحبة بالاكتئاب يجب أن تصل إلى 300 ملم في اليوم أو على الأقل 200 ملم في اليوم أي جرعة أقل من ذلك ربما لا تكون فعالة .

إذن أخي الكريم: إن شاء الله سوف تنتهي هذه الأعراض الجانبية البسيطة التي ذكرتها، فعليك أن تتناول الفافرين بعد تناول الأكل -هذا ضروري جداً- وارفع الجرعة 50 ملم كل أسبوعين حتى تصل إلى 200 ملم على الأقل، ويمكنك أن تأخذ هذه الجرعة صباحاً ومساءً، أو إذا سببت لك الاسترخاء في فترة النهار فيمكن أن تتناول 200 ملم ليلاً وهذا لا بأس به مطلقاً.

الشيء الآخر هو ضرورة الاستمرار على الدواء، كثير من الناس بعد أن يتحسن يبدأ في تخفيف الدواء من نفسه، لا...هذا ليس أمراً جيداً، عليك أخي أن تستمر على الأقل لمدة ستة أشهر على جرعة 200 ملم وبعد الستة أشهر يمكنك أن تبدأ في تخفيض الدواء بمعدل 50 ملم كل شهرين وبذلك تكون قد دخلت في الجرعة الوقائية وهي ضرورية جداً، والفافرين كما ذكرت لك يتميز بأنه سليم ولا يزيد الوزن بصورة واضحة كما أنه ليس له أي آثار جانبية سلبية وهو دواء غير إدماني .

الدواء الآخر والذي يعتبر فعالاً وسليماً في علاج الوساوس القهرية هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك وجرعته كبسولة وحدة بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم وهذا هو الأفضل ولابد للإنسان أن يستمر على هذه الجرعة (جرعة الكبسولتين) لمدة ستة أشهر وبعدها تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر أخرى ثم إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناوله.

وتوجد أدوية أخرى كثير مثل زولفت والسيروكسات والسبراليكس وكلها مفيدة ولكن أؤكد لك أن الفافرين من أفضلها وتوجد دراسة قامت بها الجمعية الأمريكية والمنظمة الأمريكية للأغذية والأدوية أثبتت أن الفافرين من أفضل الأدوية لعلاج الوساوس وهو أيضاً يعالج الاكتئاب وضيق الصدر هو ناتج ثانوي للوساوس وفي بعض الأحيان يكون الاكتئاب هو الأساس والوساوس ثانوية، وفي حالتك أرى أن الوساوس هي التي بدأت وهي الأولية ثم بعد ذلك أتى الاكتئاب الثانوي.
أخي: من الضروري جداً أن لا تكون هذه الأعراض معطلة لك، حاول أن تعيش حياتك بصورة طبيعية وأن تكون فاعلاً في جميع المحاور...هذا أيضاً ضروري جداً ويُساعد في علاج الاكتئاب والضيق والوساوس .

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر نانا محمد

    اشكرك علي هذا المجود وهذه الافادة القيمة وجزاكم الله عنا كل الخير

  • رومانيا بدر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أسأل الله لي ولكل مريض الشفاء العاجل بقولكم غلط دمر حياتي كلها وهو البحث عن العلاج بقوقل يجب عليك الذهاب لدكتور نفسي ولا تصدق بالكلام الي يقال بقوقل فيه مستشفيات ولله الحمد لا لا لا تستخدم علاج نفسي بدون إستشارة طبيب طبعآ وجه لوجه مو بالأنترنت أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مريض يتألم والحمد لله على كل حال

  • الكويت يحيى ملص

    جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة والخدمات الطبية الرائعة

  • رومانيا فايز

    الله يعين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً