الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى حق الأهل في اختيار الزوجة المناسبة لابنهم

السؤال

هل يحق للأهل اختيار الزوجة المناسبة لابنهم؟ مع العلم أني أحب الفتاة أكثر من 5 سنوات وأهلي على علم بذلك، فهل يحق لأهلي التدخل في اختياري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو العبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بينك وبينه، وأن يرزقك بر والديك، وأن يرزقهم الرحمة بك والشفقة عليك، وأن يكرمك بزوجة صالحة طيبة مباركة.

بخصوص ما ورد برسالتك، فالأصل أن قضية الزواج من القضايا الشخصية التي تقوم أساساً على اختيار الرجل ورغبته، وأنه له الحق في قبول ترشيح أهله وله الحق كذلك في رفضه؛ لأن الإسلام جعل له في ذلك حرية واختياراً حتى الفتاة أعطاها الإسلام نفس الحق إلا أنه يحدث أن بعض الأسر ترى أن من حقها تقييد حرية الشاب أو الفتاة وأن الاختيار من حقهم لهم وذلك بحجة أنهم أكبر سناً وأقدم تجربة وأعرف بالواقع وأدرى بالمصلحة إلى غير ذلك من الحجج، وهذه في الواقع كلها لا تجيز لهم إلغاء شخصية أولادهم والتدخل السافر في تقييد حريتهم، وإنما لهم النصح والتوجيه والتذكير وبيان وجهة نظرهم لأولادهم فإن قبلوها فبها ونعمت وإن رفضها الأولاد فهذا من حقهم، ولهم أن يحاولوا مرات ومرات وهذا من حقهم.

أما الشباب أو الأولاد فنقول لهم: نعم أنتم أصحاب الحق في الاختيار ولكن مع ذلك لابد من أن تراعوا أموراً كثيرة لا يجوز إغفالها بحال؛ لأن الزواج لا يخصك وحدك أخي أبو العبد، وإنما هو تداخل أسر ومصاهرة، بمعنى الانصهار والتلاحم وسمعة وكرامة ونسب وموآخاة، فهو ليس مجرد رباط بين رجل وامرأة وفقط، وإنما هو ارتباط أسر بعضها ببعض، وقد تكون أحد الأسرتين لا تناسب الأولى وليست في مستواها وهنا لابد لك من النظر وأخذ رأي أسرتك بعين الاعتبار، هل هم على حق أم لا؟ لأنهم قطعاً سيتضررون إذا كان النسب غير مناسب، حيث إن الناس سيتكلمون عنهم، وقد يرمونهم ببعض التهم الباطلة والألفاظ الجارحة.

لذا أقول حتى وإن كان الحق معك إلا أنه لا ينبغي إغفال جانب الأسرة حتى لا تقطع رحمك وتفسد علاقتك بأهلك، فاجتهد في إقناعهم بوجهة نظرك، واختيارك واطلب منهم بيان سبب الرفض، فإن وجدته مناسباً ومعقولاً فخذ به وإن وجدته غير منطقي وما هو ألا تعنت فقط، فاجتهد في إقناعهم حتى ولو استعنت ببعض الأقارب وحاول وكرر المحاولة فإن رفضوا فأنصحك لا تخسر أهلك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً