الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لفتاة متعلقة بابن خالتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شابة في مقتبل عمري، ومستواي الدراسي جيد، لكني أعاني من مشكلة عاطفية تشغل تفكيري طوال الوقت، حيث وقعت منذ سنتين في حب ابن خالتي، ولا أدري كيف، وما زلت أحبه ودائماً بالي مشغول به، علماً أنني لم أخبره بمشاعري خوفاً من افتضاح أمري، وقد نصحني بعض الأصدقاء بطلب المشورة من هذا الموقع، فما نصيحتكم؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ابن الخالة من أقرب الناس، والخالة أم، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأرجو أن تقتربي من والدتك وتحاولي أن تعرضي ما في نفسك، فإن كان ذلك صعباً عليك فيمكنك الثناء على الشاب أمام أخواته، يعني: بنات خالتك، وسوف تصل إليه مشاعرك، وقد يدفعه ذلك للتقدم لطلب يديك، فإن لم يكن كل ذلك ممكناً فعليك بالصبر والدعاء وإظهار ما عندك من أدب ووفاء، واهتمي بأمر صلتك بخالتك التي هي أم الفتى وكوني على علاقة طيبة بأخواته، مع ضرورة الابتعاد عن أماكن وجوده حتى لا تتعمق المشاعر أكثر وأكثر فيصعب العلاج.
وأرجو أن تحرص فتياتنا الفضليات على عمارة قلوبهن بحب الله رسوله ودينه، مع ضرورة أن تدور كل المحاب الأخرى في ملك ذلك الحب، حتى تكون المشاعر محكومة بضوابط الشرع ومنطلقة من أوامر الدين.

وأرجو أن يدرك الجميع أن الحب الحقيقي العميق الناجح الحلال هو ما حصل بعد الرؤية الشرعية وحصول القبول والارتياح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، علماً بأن مجرد الميل قد يكون إعجاباً، كما أن الحب مسئولية وأمانة، ولذلك لا يمكن أن تصاحبه مخالفات شرعية، قال تعالى: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بعدم التمادي مع هذه العواطف، إلا إذا تأكدت من أنه يبادلك المشاعر، وقبل ذلك لابد أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعية، وأن يكون ذلك بعلم أهلك وعن طريقهم، ويفضل أن يكون أهله أيضاً على علم بذلك منذ الوهلة الأولى، ونحن ننصح بناتنا بعدم تقديم أي تنازلات وبعدم استعجال الشيء قبل أوانه، ثم بتوقع كل الاحتمالات، فربما كان ميله إلى أخرى أو ربما كان مرتبطاً في موطن آخر.

واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فكوني مع الله، واعلمي أن الخير بيد الله، وأنه سبحانه (( مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ))[النحل:128]، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول راشد الكنزي

    اسأل الله ان يؤلف بين قلوبكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً