الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب تجاه الأم المرتكبة كبيرة في ظل أمر الوالد بقطيعتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف يجب أن تكون علاقة الولد بأمه إن ارتكبت إحدى الكبائر وهي متزوجة؟ وكيف يرضي الولد والده أثناء المشكلة إن حارب الوالد الولد حتى يقاطع أمه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن عصيان الوالدة لله لا يبرر لك عصيانها إلا إذا أمرتك بمعصية الله؛ لأن الله سبحانه يقول في كتابه: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15].

كما أرجو أن يكون النصح لها برفق ولطف، مع ضرورة ستر ما حصل بعد التثبت من صحة الاتهامات، وعليك أن تقدم بين يدي تلك الإرشادات صنوفاً من البر وألواناً من الإحسان، مع ضرورة الدعاء لها، وأرجو أن تقول لها: يا أمي العزيزة! اتقي الله في نفسك وفي زوجك وأولادك.

وحاول أن تذكرها بالله جل وعلا، واتخذ لذلك أسباباً: كتقديم شريط فيه موعظة، أو أخذها إلى محاضرة، وحاول أن تجد لها معينات من الصاحبات الصالحات، أو أن تشركها في حلقة نسائية لتحفيظ القرآن، والمقصود هو رفع نسبة الإيمانيات عندها، وتذكيرها بشناعة فعلها وتقصيرها في حق ربها وزوجها.

واعلم أن شريعة الله تأمرك ببر والدك ووالدتك، فإن اختلفا وتنافرا فاجعل همك الإصلاح بينهما، ولا بأس من أن تقول خيراً أو تنمي خيراً، وحبذا لو وجدت من يساعدك من الأعمام والعمات والأخوال والخالات والعلماء والصالحات.

وأرجو أن تعرف للوالد قدره، وعليك أن تطالب المسيء بالاعتذار، واجتهد في إبعاد النمامين والنمامات، وذكرهم بما بينهم من الروابط والأبناء وطول العشرة وجميل الذكريات، وخوّفهم من آثار ما يحصل على الأبناء والبنات، وافهم شخصية كل واحد من والديك، وابحث عن المداخل الطيبة إلى النفوس، واستعن بربك القدوس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر وكثرة الدعاء، ولا تظهر ميلك إلى أحد الأطراف، فإن ذلك يؤجج المشاكل ويضيع فرص الصلح والعودة إلى الله.

ومن هنا فنحن نتمنى أن تجتهد في الإصلاح؛ فإن الخلافات والمشاكل من أسباب الضياع والفساد عند من تضعف عندهم روح المراقبة لله.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يلهم الجميع طاعة الكبير المتعال.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً