الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلاف بين الزوجين بسبب عمل الزوجة وكيفية إدارته.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب ملتزم بدين الله، وحال أبي عكس ذلك، فهو صاحب أفكار ماركسية دائماً، وأنا في مشاكل معه بسبب استخفافه بالله، ولكني قد تزوجت حديثاً بشابة جامعية طيبة وهي تعرف أختي ولنا معها قرابة بعيدة.

وزوجتي تريد أن تعمل وأنا لا أحبذ هذا، ولكني لا أريد أن أشعرها بأني ظلمتها، وأريدها إما أن تقتنع أو أجد عملاً مناسباً لها ولي، ولكن أبي وأختي التي تعمل - والتي هي لم تتزوج حتى الآن بسبب كونها لا تعتبر الزواج من أولوياتها وبسبب شروطها الخيالية - يحرضان علي زوجتي بشكل متواصل بأني شخص متشدد وظالم، حتى بدأت أشعر بأنها تتأثر بكلامهم، وأنا حائر وأصبحت شارد الذهن، فهل أقطع العلاقة معهم؟ وأصبحت نادماً أني تزوجت بجامعية.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا نؤيد قطعك للعلاقة مع والدك وشقيقتك إلا بعد اليأس من صلاحهم وإصلاحهم، وحتى في هذه الحالة فنحن نفضل بقاء شعرة من الوصال حتى لا يزدادا سوءاً وبعداً، كما أن الشريعة تأمر الإنسان بأن يصحب والده بالمعروف حتى وهو يدعوك للإشراك بالله، مع ضرورة تقديم ما يرضي الله؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، قال تعالى: ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))[لقمان:15].

وأما زوجتك فعليك أن تشجعها على الصبر وتبين لها حرصك على راحتها وغيرتك عليها مع ضرورة أن تحذرها من والدك وشقيقتك، وتحذرها من العواقب السيئة للاستماع إليهم والميل إلى كلامهم وزورهم وبهتانهم، وقل لها أنت جامعية ولك شخصيتك فلا تتأثري بما يقال، واعلمي أن طاعة الزوج من شريعة الكريم المتعال، مع ضرورة أن تدرك كل أخت متزوجة وعاملة أنها تركت وظيفتها الأساسية وزاحمت الرجال في وظائفهم.

وليت نساءنا أدركن أن بعض الشهيرات في الغرب رفضن وظائفهن العالية وعدن إلى البيت والأمومة كما فعلت المديرة الإدارية لشركة (بيبسي كولا)، وأثبتت الدراسات الغربية أن خسارة مادية كبيرة تحصل بذهاب المرأة إلى ميدان العمل، وهذا خلاف ما يظنه السطحيون، ولست أدري ماذا تبقي من راتب المرأة بعد أن تخرج قيمة الميكياج والملابس والعطور؟ وماذا سوف يحصل إذا احتاجت إلى من تخدمها في المنزل وربما احتاجت إلى من يوصلها.

ولا شك أن حق الزوج والأطفال مقدم على ما سواه، وليس على وجه الأرض من يستطيع أن يقوم بدور المرأة في هذا الجانب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التسلح بالحكمة والصبر واحرص على إقناع زوجتك ومحاورتها في هدوء، واحرص على تقليل فترة انفرادهم بها، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً