الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأسباب المعينة على الرزق؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هو الدعاء لجلب الرزق؟ مع أننا نعلم أن الرازق هو الله، ولكن يوجد دعاء، وأريد أن أعرف الآيات أو الدعاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سجودك لله في البكور واستغفارك للعفو الغفور، وشكرك للواهب الشكور، وحرصك على كل عمل مبرور، واستقامتك على شريعة الهدى والنور، وصلتك للرحم وبعدك عن المعاصي والزور، وتوجهك إلى من يرزق الحيتان والطيور؛ يفتح عليك أبواب الرزق ويوصلك إلى الجنة والحبور، وهنيئاً لمن رزقه الله النعيم والحور، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله لك الخير.

ولا يخفى على أمثالك أن الله سبحانه تكفل بالأرزاق، وكلفنا بالسعي وبذل الأسباب، والمؤمن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

والدعاء بابٌ عظيم من أبواب الخيرات، وكان عمر رضي الله عنه يقول: (أنا لا أحمل هم الإجابة لأن الله تكفل بها، ولكني أحمل هم السؤال)، فإن السلف كانوا إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا أرادوا المال استغفروا الله، وإذا رغبوا في الولد استغفروا الله، يتأولون قول الله: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)[نوح:10-12].

وقد ورد في السنة ما يدل على أن صلة الرحم سببٌ لزيادة الأرزاق، فقال صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه).

وجاء ما يدل على أن الاستقامة على شرع الله سببٌ للأمطار والخيرات، فقال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)[الجن:16].

وأحسن شاعر الإسلام في قوله:
ولو صدقوا وما في الأرض نهر *** لأجرينا السماء لهم عيوناً
ولأخضعنا لملكهم الثريا ** وصيرنا النجوم لهم حصونا

والصدقة والبذل مما يزيد في الأرزاق؛ لأن الله سبحانه يخلف ويبارك، ولأن المتصدق يفوز بدعاء الملكين (ما من يوم يُصبح فيه العباد إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)، وما نقص مالٌ من صدقة.

وقد جاء في الحديث الذي سمع فيه الرجل الهاتف الذي يأمر السحاب بأن يسقي حديقة فلان، وكل ذلك من بركة الصدقة والبذل.

أما المفتاح الأكبر للأرزاق والبركات والخيرات فهو تقوى الله -عز وجل-، والإيمان بالله، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)، [الأعراف:96].

وليس هناك آيات معينة تُقرأ من أجل الأرزاق، وما ورد عن سورة الواقعة ليس بصحيح، ولكن الدعاء بعد القرآن وبعد الطاعات مما يجلب الخير والبركات، فسبحان من وسع سمعه الأصوات، وتبارك من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

ونسأل الله أن يبارك لك في رزقك، وأن يحسن خاتمتنا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان محجوب العامري

    بارك الله فيك وجزاك الله عنا خير الجزاء فكل ما جاء في قولك حفظك الله هو عين الحق والصواب فبالعمل الصالح تتم الصالحات وسبحان الله ولا اله الا هو ، هو الاول والاخر والظاهر والبطن وهو على كل شيء قدير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً