الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب معلومات عن دواء البوسبار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الأخ العزيز الدكتور محمد عبد العليم، جزاك الله خير الجزاء على ما تقدمونه من معلومات مفيدة.

سؤالي عن دواء البوسبار (بوسبيرون)، أريد معلومات شاملة عن هذا الدواء من حيث عمله واستخداماته؟ وهل هو فعلاً يساعد في زيادة الثقة بالنفس؟ وهل يفيد في علاج الأمراض السيكوسوماتية؟ أرجو منك يا دكتور محمد تزويدي بالمعلومات الدقيقة عن هذا الدواء كما هي عادتك؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بشرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبوسبار هو من الأدوية التي تنتمي إلى فئة الأدوية المضادة للقلق، أو ما يعرف بالمطمئنات البسيطة، وهو حقيقة لا ينتمي إلى مجموعة (البنزو ديز زبينز)، وهي الأدوية المعروفة لعلاج القلق والتوتر، ولكنها قد تسبب الإدمان لبعض الناس، ويتميز البوسبار بأنه ليس إدمانياً، وبأنه مضاد جيد جدّاً للقلق، كما أنه يتميز بأنه لا يسبب النعاس أو الاسترخاء الزائد، وهو لا يساعد كثيراً في النوم، وليس له أي فعالية استرخائية على العضلات، كما أنه لا يقلل من التذبذبات أو التيارات الكهربائية في الدماغ.

إذن: هو يعتبر من الأدوية الجيدة والسليمة، واستعماله الأساسي هو لعلاج القلق النفسي، والقلق النفسي يتواجد في كثير من الحالات مع ما يعرف بالأمراض (السيكوسوماتية) أو (النفسوجسدية)، إذن البوسبار يعتبر مفيد في بعض هذه الحالات، خاصة مثل علاج القولون العصبي الذي غالباً ما يكون مرتبطا بالتوتر.

والبوسبار يعمل على جزئية معينة من السيرتونين تعرف باسم (5HT1A)، فهو يعمل على هذه الجزئية من مادة السيرتونين، والتي تنقسم إلى عدة أجزاء، والبوسبار يعاب عليه أنه بطيء الفعالية، فربما يحتاج إلى ثلاث إلى أربعة أسابيع حتى تظهر فعاليته الكاملة، والتي بالطبع تعتمد على البناء الكيميائي، وهذه النقطة مهمة جدّاً؛ لأن الكثير من الناس يستعجل في تغيير الدواء دون أن يعطيه الفرصة الكاملة.

والبوسبار يعتبر علاجاً تدعيميّاً، خاصة إذا أعطي مع مضادات القلق والوساوس مثل الزيروكسات، ففي هذه الحالة ربما ينشط أو يفعِّل عمل هذه الأدوية لعلاج الاكتئاب أو الوساوس القهرية.

ويتميز البوسبار بأنه لا يتفاعل سلباً مع الأدوية الأخرى، خاصة أدوية القلب والضغط، والأدوية التي تستعمل لعلاج مرض السكر، ولا ينصح استعماله مع مجموعة (البنزوديزبينات)، كما أنه ليس من الأدوية المفيدة لعلاج حالات انسحاب التسمم الكحولي، والجرعة المطلوبة له في اليوم هي 10 مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، ولابد أن يعطى مرتين أو ثلاثة في اليوم؛ لأن عمره في الدم ليس طويلاً، فهو ما بين ثماني إلى عشر ساعات، والجرعة بالطبع تفضل أن يبدأها الإنسان كجرعة بسيطة بمعدل 5 مليجراماً صباحاً ومساءً، أو 5 مليجراما ثلاث مرات في اليوم، وبعدها يمكن أن ترفع إلى الجرعة القصوى (10 مليجرام) ثلاث مرات في اليوم.

أما بالنسبة لزياد الثقة في النفس، فهي تأتي من النفس ذاتها، أي أن يكون للإنسان الدافعية والطموح، وأن يبني خارطة تفكير جديدة، وأن يكون فعّالاً، وهذه هي الوسائل التي تزيد الثقة في النفس، أما بالنسبة للبوسبار، فلا نستطيع أن نقول: إنه يرفع الثقة في النفس، ولكن ربما يساعد في تحسن ثقة الإنسان بنفسه، وذلك عن طريق إزالة القلق والتوتر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الازدي

    بارك الله فيكم وكتب اجركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً