الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هزيمة الاكتئاب المنتكس والدوام على العلاج

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت في السنوات الماضية لمشاكل عائلية في بيت الأسرة مما أصابني بالاكتئاب والحزن، فراجعت طبيباً للأمراض النفسية، وللأسف هذا المجال غير متطور في بلادي، حيث إن قلة الدكاترة وعدم خبرتهم تجعل المريض ينتظر على الأقل 3 أشهر للحصول على موعد، وينتظر 3 ساعات للدخول إلى الدكتور، وخلال 5 دقائق ينتهي الفحص!
المهم راجعت دكتوراً فوصف لي حبوب بروزاك لمدة 6 أشهر، وأخذت الكورس كاملاً وكانت النتيجة رائعة حيث انتهت الآلام النفسية وأصبحت أحب الحياة أكثر وزاد شعوري بالسعادة والراحة النفسية، ولكن بعد أكثر من سنة وبسبب تزايد المشاكل العائلية بدأت الحالة تعود تدريجياً إلى سابق عهدها ( اكتئاب وحزن وعدم رغبة في عمل أي شيء ....).
فراجعت الدكتور نفسه فوصف لي نفس الدواء لمدة 6 أشهر ولكن هذه المرة بدون مراجعة الدكتور كل فترة محددة كما في المرة الأولى؛ لعلمي وتجربتي السابقة حيث إن الدكتور كان يسألني عن الحالة وينصح بالاستمرار في تناول الدواء فقط، فقلت لنفسي: أوفر المال والوقت! وفعلاً تحسنت حالتي، وبعد مرور السنة تقريباً بدأت أشعر بنفس الأعراض السابقة.
أنا غير مستعد لمراجعة الدكتور توفيراً للمال والوقت، فبماذا تنصحونني؟ وهل هناك دواء (بروزاك أو غيره) يمكنني تناوله ويكون بدون أعراض جانبية.
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الاكتئاب مرتبط في كثير من الأحيان بالظروف الاجتماعية المحيطة بالإنسان وكذلك ببيئته، وتتجسد أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذين لديهم الاستعداد الجيني أو التكويني أو حسب البناء النفسي للشخصية.. والاكتئاب يمكن أن يعالج بطرق عدة، وبالطبع منها الأدوية، ولكن أود منك أن تركز على التفكير الإيجابي على إنجازاتك، فأنت الحمد لله لديك مهنة محترمة بفضل الله تعالى، حاول أن تطور نفسك في مجال عملك وتواصلك الاجتماعي، تذكر هذه الإنجازات العظيمة وأدر وقتك بالصورة الجيدة والصحيحة، هذه إن شاء الله تبعث على هزيمة الاكتئاب والانتهاء من أعراضه.
بالنسبة للدواء أود أن أن طمئنك جدّاً، فالبروزاك من الأدوية الفعالة والسليمة جدّاً وقليلة الآثار الجانبية، والأبحاث تدل الآن أن الأشخاص الذين تحدث لهم أكثر من انتكاسة لابد لهم من مواصلة الدواء لفترة طويلة، وهذه الفترة الطويلة حتى لو امتدت لسنتين أو ثلاث أو أكثر من ذلك، لا مانع ولا خطورة مطلقاً من تناول هذا الدواء والأدوية المشابهة.
إذن: نصيحتي لك هي أن ترجع لتناول البروزاك مرة أخرى، وتناوله هذه المرة لمدة ستة أشهر بجرعة كبسولة واحدة يوميّاً، ثم بعد ذلك تناوله بمعدل كبسولة يوماً بعد يوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ستة أشهر أخرى أيضاً.. هذه قد تكون وسيلة علاجية ووقائية إن شاء الله في نفس الوقت.. اطمئن تماماً أن هذا الدواء سليم، وهو دواء جيد جدّاً.
البديل الآخر: يوجد نوع آخر من البروزاك الذي يعرف باسم بروزاك 90 أو البروزاك الأسبوعي، وهو كبسولة واحدة في الأسبوع، أربع كبسولات في الشهر، هذا أيضاً بعد أن تنتهي من الستة أشهر الأولى في العلاج وهي كبسولة (20 مليجرام) من البروزاك (العادي) يمكن أن تحول بعد ذلك إلى البروزاك 90 وتتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الأسبوع لمدة عام، هذا أيضاً قد يختصر الوقت ويختصر الجرعات، ولكن الطريقة الأولى التي ذكرتها لك أيضاً طريقة معروفة وفعّالة، وإن شاء الله يكون نافعاً لك في الوقاية.
أرجو أن تكون أكثر تفاؤلاً، والحمد لله علتك هذه يمكن علاجها، وأنت بنفسك قد جربت طعم الصحة والشفاء.. أسأل الله لك العفو والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً