الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتزين المرأة لزوجها مع وجود أخوته الذكور في البيت ذاته؟

السؤال

السلام عليكم ورحة الله وبركاته، وبعد:

لقد تقدم أحد الشباب الصالحين لخطبتي، وبعد الاستخارة وافقت -ولله الحمد-، ولكن لديه إخوة كبار يعيشون معه في البيت ذاته، وأنا الآن لا أعرف كيف أتصرف، وكيف يكون لباسي أمامهم، وكيف يجب أن أتزين لزوجي؟

جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لفتاتنا بالشاب الصالح، ومرحباً بمن تريد أن تتعرف على حدود الله، وأبشري فإن الموفِّق هو الله، وإنما شفاء العيَّ السؤال، ونسأل الله أن يصلح لك ولزوجك الأحوال، وأن يعين الجميع على طاعة الكبير المتعال.

ولا شك أن زينة المرأة المسلمة وقفٌ على زوجها، وقد وصف الله نساء الجنة بأنهن مقصورات في الخيام، وهذه صفة كمال وجمال في نساء الدنيا، وخير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل، كما وُصِفنَ بأنهن قاصرات الطرف على أزواجهن، وهذا أكمل أحوال المرأة وأهم أسباب سعادتها بعد إيمانها وبرها، كما أن الحياء خلق الإسلام، ولا شك أن سؤالك يدل على ما عندك من الحياء، وأبشري فإن الحياء لا يأتي إلا بخير.

وإذا كان الزوج -ولله الحمد- من الصالحين فإنه سوف يهيئ لك ما يحفظ لك خصوصيتك، ومأمنك الذي تستطيعين فيه أن تظهري ما عندك من جمال، ودلال حتى تحققي العفاف لك ولزوجك، وأما إذا كنت في حضرة إخوانه فلا بد من حجاب كامل يستر جسدك ويحفظك من أن تفتني أو تُفتني، مع ضرورة الحرص على تفادي أماكن وجود الرجال في البيت، وأرجو أن تعيني زوجك على بر أهله وتحفظي أسرارهم، ولا بأس من جعل الزوج يفكر في توفير المسكن المناسب لك، وحبذا لو شعر بذلك بنفسه.

واعلمي أن أهل الزوج إذا لاحظوا فيك الحياء والأدب والحشمة فسوف يعاملونك بمثل ذلك، وأرجو أن تكوني برة بوالديه حريصة على جمع شمل الأسرة ملتزمة بحدود الشرع لطيفة مع الكبير والصغير، واجعلي كبير البيت أباً، واتخذي والدته أمّاً لك، وعاملي أطفال المنزل بالرفق والحنان، وكوني نموذجاً للمرأة التي يقودها الإيمان وتجعل هدفها رضى الرحمن.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن أعبر عن سعادتي بهذا السؤال الذي يدل على كمال عقلك ووعيك، وحبذا لو طلبت من زوجك في بداية حياتك معه أن يبين لك ما يريده منك، وأن يشرح لك الأشياء التي يمكن أن تضايقه، واعلمي أن طاعته في الخيرات من طاعة الله.

واعلمي أن الإنسان ينال بحكمته وصبره وأدبه ما لا يناله بغير ذلك، وكوني لزوجك أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أَمةً يكن لك عبداً، واحفظي عينه وسمعه وبصره فلا يرى منك إلا كل جميل، ولا يشمنَّ منك إلا طيب الريح، واحفظي أسرار بيته وأهله، وأظهري توقيره واحترامه خاصة أمام أهله.

نسأل الله أن يوفقك ويسددك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً