الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة النطق والخوف من المواقف الاجتماعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلتان:
1- أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، بعض الأحيان عندما أريد أن أتكلم ببعض الكلمات أثناء حديث ما ألاحظ أن ألفاظ الحروف غير واضحة، بل من دون شعور يبدأ الكلام بالتسارع مما يزيد الأمور تعقيداً، وهذه الكلمات لو أعدتها بشكل بطيء لكانت واضحة لكن هذا يؤدي إلى ملل المستمعين.

علماً أنني أعرف أحكام التلاوة، وعند قراءتي للقرآن تكون الكلمات واضحة جداً بل ممتازة، وكذلك ملافظ الحروف، أرجو أن تدلوني على طريقة أو فكرة ما لأتغلب على هذه المشكلة.

2- ولعل المشكلة الثانية لها علاقة بالأولى وهي أنني أحسب حساب الآخرين من حولي بكل حركة أتحركها وبكل كلمة أتفوهها حتى في الإمامة يبدأ قلبي بالتسارع ونفسي يضيق لمجرد الدعوة للإمامة! فلا أستطيع أن أقرأ القرآن جيداً، دلوني على الحل وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كامل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

المشكلة الأولى مرتبطة بالمشكلة الثانية، أي أن صعوبة النطق في بعض الأحيان هي مرتبطة بالخوف في المواقف الاجتماعية، وفوق ذلك أرى أنك حساس وتُكثر من الرقابة على نفسك، وهذا بالتأكيد يؤدي دائماً إلى خللٍ في الأداء الوظائفي والاجتماعي للإنسان.

أرجو أن تحاول دائماً أن تتحدث ببطء، ويمكنك أن تعود نفسك على إلقاء بعض المحاضرات، حتى ولو كنت جالساً لوحدك، ويمكنك أن تسجّل هذه المحاضرات التي تقوم بإلقائها، ثم تستمع إلى نفسك مرةً أخرى، ومن هنا يمكنك أن تتدارك أي علة أو صعوبة لديك في تسلسل وإخراج الألفاظ والكلمات.

أنت والحمد لله ما دمت ملماً بأحكام التلاوة، فهذا شيءٌ عظيم جداً، ويعني ذلك أنك تعرف مخارج الحروف بصورةٍ جيدة، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون مشجعاً لك، وعليك أن تنتهج نفس المنهج الذي تنتهجه في تلاوة القرآن حين تخاطب الآخرين، كما أني أنصحك أن تأخذ دائماً نفساً قبل بداية الكلام، فهذا إن شاء الله يُعطيك نوعاً من الهدوء والسعة في إخراج الكلمات بتؤدةٍ وهدوء أكثر.
هذا الأمر مجرّب جداً.

الجانب الآخر هو أنه مما لا شك فيه أن لديك بعض أعراض ما يُعرف بالهرع أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، ولكن الحمد لله من الواضح أن درجته بسيطة، وتوجد الآن أدوية علاجية ممتازة جداً لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي .

الدواء الذي سوف أصفه لك يُعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة واحدة في اليوم ليلاً، ويفضّل أن تأخذها بعد الأكل، وتستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبةٍ كاملة ليلاً بعد الأكل أيضاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة كل ليلة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنها.

هذا العلاج إن شاء الله علاجٌ ممتاز وسليم، وهو مجرب تماماً في حالات الخوف والرهاب الاجتماعي مثل الذي يحدث ذلك .

أنا على ثقةٍ كاملة أيضاً أن هذا الدواء أيضاً سوف يُساعدك في التحدث والتخاطب مع الآخرين بصورةٍ أفضل؛ وذلك بواسطة إزالة القلق، وأن يأتي الهدوء والاسترخاء إلى نفسك، وأن يختفي الخوف تماماً .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً