الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوسواس الموت، لكني لا أريد أن أستمر على الأدوية!

السؤال

كنت قد أصبت بحالة هلع من الموت وأنا في سن 26 عاما، رافقها حالة اكتئاب ووسواس قهري، وأخذت أدوية دوجماتيل، وريميرون، وسيرباس، وبدأت أتحسن حتى نصحني الطبيب أن آخذ الدواء عند الضرورة فقط.

في الفترة الأخيرة بدأ وسواس الموت يعود تدريجيا مع نوع آخر من الوساوس، وهو استقذار النساء (حتى لا أفتن فيهم)، وبدأت حالة الاكتئاب والقلق تعود مرة أخرى، بالإضافة إلى حالة النسيان الشديدة، وعدم التركيز في العمل وفي الحياة عموما، وعدت للطبيب وغير معي أنواع الأدوية لكني لم أجد منها فائدة، ولا أريد أن أعود للأدوية مرة أخرى؛ لأنها أثرت على عملي كثيرا وعلى تركيزي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الوساوس والمخاوف أفضل علاج لها هو التجاهل والتحقير، وأن يخضعها الإنسان للمنطق في بعض الأحيان لكن ليس في كل الأحيان، والوساوس قد تتبدل وتتشكل وتتغير من وقت لآخر، مثلاً أنت كان لديك مخاوف من الموت وتناولت العلاج وتحسنت حالتك، والآن عاد لك هذا الوسواس أي وسواس الموت ومستصحب بوسواس آخر وهو استقذار النساء، الوسواس نحو الموت يتعامل معه الإنسان بطريقة واضحة جداً وهي أن يخاف من الموت لكن خوفاً شرعياً وليس خوفاً مرضياً، الخوف الشرعي معروف وهو الإنسان يعرف أن الموت حقيقة، وأن الموت آتٍ، وأن الآجال بيد الله تعالى، ويسأل الإنسان الله تعالى دائماً العافية وحسن الخاتمة، وأسأله تعالى أن يبارك في عمرك وفي دينك وفي صحتك وفي كل ما تملك.

والاعتقاد الجازم حول الموت على أسس عقدية صحيحة يقلل كثيراً من الخوف المرضي والخوف الوسواسي، ونوبات الهرع يعرف عنها أنها بالفعل تعطي الإنسان شعور بدنو الموت بأن المنية قد أتت، لكن هذا شعور ليس صحيح، والأمر الآخر أيها -الفاضل الكريم- هو أن تعيش الحياة بقوة، بإنتاجية، بإبداع، بتوكل، بأن تكون مفيداً لنفسك ولغيرك، هذا قطعاً يجعلك تتوجه توجه فكري جديد حول مفهوم الحياة وكيف تستمتع بها وكيف تعيش حياة نافعة.

وسواس استقذار النساء يجب أن يحقر؛ لأنه هو وسواس حقيقة حقير، فلماذا تعطيه قيمة -أيها الفاضل الكريم-، والمرأة هي الأم وهي الزوجة وهي الأخت وهكذا، إذاً هذا وسواس يحقر، وسواس يجب أن تنفر نفسك منه ولا تعريه أي اهتمام، والوساوس عامة يمكن للإنسان أن يصرف انتباهه عنها إذا شغل نفسك فيما هو مفيد، أن تحسن إدارة الوقت، أن لا تترك مجال للفراغ، الفراغ الزمني، الفراغ الفكري، الفراغ العملي، أن تحسن إدارة الوقت، فهذا -يا أخي الكريم- يساعد كثيراً في تقليل فرص الوسوسة والخوف.

التواصل الاجتماعي المفيد، وبناء شبكة اجتماعية ممتازة، والحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية أيضاً هذا قيمة علاجية كبيرة جداً، بر الوالدين والحرص على ذلك، التطور المهني هذا كله مطلوب -أخي الكريم محمود- يذهب عنك هذا الذي أنت فيه.

لا أريدك أن تتخذ موقفا سلبياً من الأدوية، الأدوية إذا تم تناولها بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة وبحكمة وكياسه تفيد، ولا شك أن لديها دور كبير في علاج هذه الحالات، لكن لا نقول أنها العلاج الوحيد، والاعتماد على العلاجات النفسية والسلوكية والاجتماعية والإسلامية يقلل كثيراً من فرص الانتكاسة بعد التوقف من الدواء، أريدك أن تفكر في تناول دواء جيد وهو الزوالفت والذي يعرف أيضاً باسم ليسترال، واسمه العلمي سيرترالين، دواء رائع تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة يومياً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يومياً لمدة شهر، ثم حبتين يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

وللفائدة راجع الاستشارات ذات الصلة: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2405159 - 2323709 - 2322784).

جزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً