الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من اضطراب الخيال فهل أترك العلاج تدريجيا بعد التحسن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سعادة الدكتور: محمد عبدالعليم حفظك الله..

لدي هذه الحالة وحالتي موجودة في التقرير الطبي، وأتمنى أن أجد الإجابة عندك، لدي تاريخ طويل من الاضطراب الوهمي مع الخيال، ومعاناة من تقلص السمع، والتي تزيد من أعراض جنون العظمة، وأتناول الأدواية الآتية:
- أبلفي 10 غرام.
- تجريتول400 غرام.
- أرتان2غرام.
- بروبروبانول20 غرام.
- زيبركسا 5 غرام.

أتابع العلاج منذ 13 سنة، وحالتي تتحسن بشكل جيد و-لله الحمد والمنة-، ولو تأخرت عن الدواء لمدة خمس دقائق تظهر الآثار الجانبية عندي، ولدي أمل بأن أترك العلاج وأهتم بالرياضة والنوم باكرا وغير ذلك، فهل لديك فكرة -يا دكتور- حول ترك العلاج ولو بالتدريج؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ashwag حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أن تشخيص حالتك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الهوسي أو الانشراحي، أرجو ألَّا تهتمّي كثيرًا بهذه المسمَّيات، فهي وُضعتْ فقط كمعايير وأسس علمية لتحديد خطة العلاج الدوائي.

الحالة هذه حالة بيولوجية، بمعنى أن خط العلاج الرئيسي يجب أن يكون في الدواء، والدواء نقسّمه إلى مراحل: المراحل العلاجية تكون البداية هي الجرعة التمهيدية، ثم تأتي بعد ذلك الجرعة العلاجية، ثم المرحلة والجرعة الوقائية، وأعتقد أنك الآن تحتاجين لذلك، فلا تقطعي الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: النظرية العلمية السليمة أن صاحب هذه العلّة إذا ظلَّ في حالة ممتازة لمدة ثلاث سنوات متواصلة، بعد ذلك يمكن للطبيب أن يبدأ في تخفيض العلاج ويتم التوقف عن العلاج.

لكن حتى في هذه الحالات أربعين بالمائة من الناس يرجع لهم المرض، وعليه أنا شخصيًا أتخذ جانب التحوط دائمًا، وأرى أن مدة الخمس سنوات أفضل من الثلاث سنوات، أن يظل المريض على العلاج لمدة خمس سنوات بعد أن تختفي أعراضه.

إذا كان هناك تاريخ مرضي في الأسرة، بمعنى: إذا كان هنالك أحد أعضاء الأسرة يُعاني من هذه العلة -أو علّة مشابهة- ففي هذه الحالة لا ننصح بالتوقف عن الجرعة الوقائية، والجرعة الوقائية قد تكون صغيرة جدًّا، مثلاً الـ (إبليفاي)، بجرعة عشرة مليجرام يوميًا قد يكون كافيًا، الـ (زبركسا)، بجرعة خمسة مليجرام قد يكون كافيًا، فالجرعات الوقائية هذه وجد أنه ليس من الداعي أبدًا أن تكون أدوية متعددة أو جرعات كبيرة.

أنت الآن تتناولين خمسة أدوية، والـ (آرتين) قطعًا هو من لعلاج الآثار الجانبية، وكذلك الـ (بروبرالانول)، ويُعتبر الإبليفاي والزبركسا هما الدوائين الرئيسيين ثم الـ (تجراتول).

أنا أراها عمومًا أدوية طيبة، أدوية جيدة، وإن كان منهجي أعطي علاجًا واحدًا أو علاجين، لكن هذا أيضًا صحيح، بمعنى أن هذا المنهج الذي انتهجه الطبيب منهج صحيح، وما دمت قد استفدتِّ من هذه الأدوية استمري عليها، ولا تتأخري عن الدواء.

أنت من الظاهر أنك من النوع الذي يكون سريع الاستجابة السلبية حين يتم التوقف من الدواء، وتكوني أيضًا سريعة الاستجابة الإيجابية حين تكونين على الدواء، وهذه حالات معروفة لدينا في الصحة النفسية، فاستمري على علاجك، وتابعي مع طبيبك، وكوني متفائلة وكوني إيجابية، مارسي الرياضي، أحسني التواصل الاجتماعي، اجعلي لحياتك معنىً: على مستوى الأسرة، القراءة، الاطلاع، الحرص على الصلوات، بر الوالدين، ولا تعتبري نفسك مُعاقة أو مريضة، هذه حالات بسيطة، والحمد لله تعالى العلاج متوفر، والإنسان إذا التزم بعلاجه والتزم بالمتابعة الطبية بحول الله يكون على أفضل حال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً