الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بالوسواس الذي جر علي أعراضا أخرى تضايقني!

السؤال

السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أولاً، بارك الله فيكم وفي جهودكم ونفع بكم.

ثانياً، أنا شاب أبتليت بالوساوس منذ فترة، أنا أعلم أنها باطلة ومن الشيطان وأحاول مدافعتها والتغافل عنها لكنها أزعجتني كثيراً، وأصبح يصيبني توتر وقلق عجيب، وتسارع نبضات القلب، وضيق تنفس، ويأتيني ألم في رأسي وفكي، وأحياناً في الرقبة أيضاً، ويصحب ذلك مخاوف وأشياء أنا لا أفكر فيها أصلاً لكنها تأتي رغماً عني، والذي يضايقني أن هذا الشيء يأتيني أثناء الصلاة، وأيضاً عند قراءة القرآن، وعند الدعاء أتضايق وأشعر بتعب غريب.

أحياناً لا أستطيع القراءة بسبب الألم الذي يأتيني، وأيضاً أصبحت كثيراً ما أبتلع ريقي بدون أي سبب لذلك، أنا لست مستغربا من الوساوس؛ لأنها لا يكاد يسلم منها أحد لكن هذه الأعراض التي أخبرتكم بها هي التي لست أفهم لماذا تأتيني، خصوصاً في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن.

رجاء أعينوا أخاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -وفقك الله- أن أعظم علاج للوساوس بشكل عام هو قطع التفكير فيها، والتوقف عن الاسترسال معها، وإشغال النفس بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن الكريم، والالتجاء لله برفع ذلك عنك بالدعاء، والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة المعوذتين، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

كما يمكن الاستماع إلى الرقية الشرعية أو الذهاب إلى راق ثقة؛ فربما كانت هذه الأعراض لعين خبيثة أو سحر. وفي كل الأحوال لا بد من الصبر على العلاج بالقرآن وسماعه باستمرار بنية الشفاء، وخاصة سورة البقرة، مع الابتعاد عن المعاصي والمنكرات، وإشغال النفس بأعمال صالحة، وعدم الانطواء على النفس، والبحث عن رفقة صالحة تعينك على الطاعة وتقضي معها بعض الوقت حتى لا تصاب بالملل والكسل.

لا بأس بعرض نفسك على طبيب نفسي ثقة في حالة لم تتأثر بالرقية الشرعية، وكنت سليما من آثار العين أو السحر، وليكن لديك ثقة بالله سبحانه، وتفاؤل بالفرج والشفاء، ولا تيأس ولا تقنط، ولا تستعجل، فمثل هذه الأمراض تحتاج إلى وقت حتى تذهب آثارها.

وعود نفسك على التفكير الإيجابي وأن الله سيشفيك ويعافيك.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك، وأصلح حالك، وشفاك من كل داء يؤذيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً