الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوخة مستمرة لم تنفع معها الأدوية عدا عن باقي الأعراض.

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة من سنة وهي دوخة، وعدم توازن، وقشعريرة بالرأس تصل إلى الرقبة مزعجة جدا كأن عضلات الرأس أو الرقبة عندي منقبضة.

أجريت عدة تحاليل كلها سليمة، كما أنه أجري لي أشعة رنين سليمة، وعملت أشعة على الرقبة، وقال لي الدكتور هناك شد عضلي بالرقبة، وعملت فحوصات للأذن كلها سليمة، وأيضا لدي حالة ارتجاع مريئي، وقلة شهية، وضعف بالشهوة الجنسية، وخوف مريب، وخاصة من الموت، وضيق بالنفس، فهل الحالة عندي نفسيه أم عضوية؟

لقد تعبت، والموضوع أثر علي نفسيا، وعلى حياتي، وقد جربت أدوية كثيرة مثل: البيتاسيرك، والفيتامين b12،ومنشط للدورة الدموية، وستوريجون، صحيح أن الأعراض خفت، ولكن الدوخة لا زالت، مع وجود باقي الأعراض.

أرجوكم ساعدوني لأي تخصص يلزمني أن أكشف عنده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو نوع من الرهاب أو الفوبيا phobia، وهو رهاب الموت، وفيه تحدث دوخة، وعدم توازن، وزيادة في نبض القلق، وضيق التنفس، مع الخوف من الموت، والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، فمثلاً من يخاف من أمراض القلب أو من السرطان أو من بعض الأمراض الأخرى، ويعاني من خفقان وضيق في التنفس، وخوف من الموت، ولذلك يظل دائم التردد على العيادات الطبية، ولذلك أنصحك فقط بزيارة طبيب نفسي لفهم طبيعة الحالة وكيفية التعامل معها.

ويتحول الخوف الطبيعي في بعض الأحيان إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد، والرعشة الشديدة، أو القشعريرة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف، ودوار شديد، وشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيّف مثل: الاسترخاء، والهدوء ذهنياً وجسدياً بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.

وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه. الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

والعلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا بالإضافة إلى علاج التوتر والقلق من خلال:
تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب، ومن بينها: escitalopram أو (Cipralex)، ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهور، ثم جرعة 20 مج لمدة 6 شهور إلى عام كامل، ثم العودة إلى جرعة 10 مج لمدة شهور، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي مع تلك الأدوية لمدة لا تقل عن عام حتى تعطي نتائج جيدة.

كما يجب فحص فيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين D، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً