الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والنسيان وعدم التركيز، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 30 سنة، متزوج، وأعمل مهندسا حاليا في إحدى شركات المقاولات، أعاني منذ عام 2007 من الوسواس القهري OCD، وبالمتابعة مع الأطباء أعطوني serpass 100.

وأعاني من عدم التركيز في مذاكرتي أثناء استذكاري لمواضيع دراسية سابقة، بحيث أستمر ثابتا على سطر واحد فقط، وغير قادر على تخطيه، فأتوتر وتهتز رجلي، مع وجود أفكار مشتتة.

وأعاني بشدة من عدم سماع الغير بطريقة فيها تركيز والنسيان، بحيث أني لا أركز سوى في 5% فقط من مجمل الكلام، وهذا يسبب لي مشاكل في عملي وغير عملي.

وأعاني من التحدث داخليا في أشياء متعلقة بالطلاق وبعض الأشياء الدينية رغما عني، وأعاني من قضم أظافري حتى تنزف دما في بعض الأحيان.

ذهبت للطبيب ووصف لي اللوسترال 50 والإبليبكس 5، فأرجو تشخيص حالتي، ووصف العلاج المناسب لي.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرت أنك شخِّصتَ بالاضطراب الوسواس القهري الاضطراري، وهو طبعًا كما تعلم أفكار مُعيَّنة تتردَّد على الإنسان باستمرار، يقاومها ولا يستطيع.

فواضح الآن أنك ما زلت تعاني من هذا الاضطراب، وهذا يعني الاستغراق في التفكير بصورة مستمرة، وهذا يؤدي إلى عدم التركيز والنسيان الذي ذكرتَه، وطبعًا دائمًا الوسواس القهري الاضطراري يكونُ مصحوبًا بأعراض قلق وتوتر، مثل قضم الأظافر - وهكذا - والقلق والتوتر أيضًا يقودان إلى عدم التركيز، وعدم التركيز يؤدي إلى النسيان - أخي الكريم - وقد أصبح يؤثر على حياتك، إذًا تعاني من اضطراب الوسواس القهري الاضطراري مع أعراض قلق وتوتر.

العلاج: هناك علاجات مختلفة، ولكن العلاج في مجمله هو علاج دوائي وعلاج نفسي، علاج سلوكي معرفي، والأفضل - أخي الكريم - الجمع بين الاثنين، وطبعًا هناك أدوية كثيرة.

اللسترال قد يكون مفيدًا للوسواس القهري، ولكنه ليس بذات الفعالية في علاج القلق والتوتر، ولعلَّ الباروكستين يكون أفضل من السيرترالين (لسترال) في علاج الوسواس القهري الاضطراري، وعلاج القلق والتوتر في نفس الوقت - أخي الكريم - وجرعته عشرون مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويمكنك رفع الجرعة بعد شهر ونصف إذا لم تتحسَّن بصورة كاملة، وأهم شيء العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي، والأهم من كل هذا: يجب أن يكون كل هذا العلاج تحت إشراف طبيب نفسي والمتابعة المستمرة معه -أخي الكريم-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً