الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم صفاتي الكثيرة الجيدة لم أتزوج، فهل أنا مسحورة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 21 سنة، ملتزمة وعلى خلق ودين وصفات حميدة، لكن رغم ذلك لم يتقدم أحد لخطبتي، وقبل سنة وصلتني رسالة تهديد بالسحر، ولست متأكدة من تنفيذ التهديد، علما أني محافظة على الصلاة والرقية والأذكار، هل هناك طريقة لمعرفة السبب؟ أم أن الزواج رزق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مومنة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

- كوني على يقين أن ما يجري في هذا الكون إنما يجري وفق قضاء الله تعالى وقدره لا يخرج شيء من ذلك، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

- أقدار الله كلها خير للإنسان وإن ظن أن فيها شر لكن هذا وفق تقديره القاصر.

- الزواج رزق من الله تعالى لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، ولا يكون إلا وفق ما قدره الله تعالى بالشخص والوقت الذين كتبهما سبحانه للعبد.

- ابنتي الكريمة: أنت لا زلت في عمر الزهور وإن رأيت من هو في سنك قد تزوجت وربما أنجبت فكوني مطمئنة بأن رزقك سيأتيك وأنت عزيزة مرفوعة الرأس.

- أوصيك أن توثقي صلتك بالله تعالى أكثر وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فالحياة الطيبة لا توهب إلا لمن اتصف بهاتين الصفتين يقول ربنا سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

- الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي ذلك تفريج للهموم كما ورد في الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

- عليك بكثرة صلاة التطوع فإنها معينة في قضاء الحاجات كما قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).

- اطرقي باب قاضي حوائج العباد وانطرحي بين يديه وتذللي وتضرعي بالدعاء وتحيني أوقات الإجابة وادعي ربك وأنت موقنة بالإجابة يقول تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ) وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖفَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

- من أفضل أوقات الإجابة أثناء السجود لقوله عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فإنه قمن (حري) أن يستجاب لكم) وكذلك ما بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل وآخر ساعة من يوم الجمعة ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر واطلبي الدعاء من والديك فدعوتهما مستجابة.

- أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحصني نفسك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك من جهة، ومن جهة أخرى يكون ذلك حصنا لك من كل شر.

- لا داعي لاتهام أحد بما هو منه بريء، فقد لا يكون ما تلقيتيه من مكتوب فيه تهديد بالسحر قد نفذ، ولكن لا بأس أن تتيقني من هذا الأمر، وذلك بطلب الرقية من راق أمين وثقة وتكون الرقية بحضور أحد محارمك، فإن تبين شيء استمررت بالرقية وإن لم يتبين شيئا فاعلمي أن الوقت لم يحن بعد.

- إنني مقدر مشاعرك وأحس بما عندك من الرغبة لإشباع عواطفك، فهذا أمر فطري فطر الله الناس عليه، ولكن أنصحك ألا تفكري كثيرا في هذا الأمر؛ لأنه لو استولى على قلبك فسوف تتعبين كثيرا، فاشغلي نفسك بكل عمل مفيد وشاركي في الأعمال الخيرية والاجتماعية مع بنات جنسك.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يحقق لك ما تطلبين من الخير، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً