الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من رعشة اليدين والجسم أثناء وبعد المواقف العصبية؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما كنت صغيرا في الابتدائية والإعدادية كنت أعاني من رعشة في يدي أثناء الجهد والمشي في الحر، وكنت منطويا قليلا، لكني جيد في التعامل مع الناس، وكنت أختار أصدقائي.

في آخر الثانوية توفي أبي، وتحملت مسؤولية الأسرة مع أمي، وبدأت عصبيتي تزداد من كثرة المشاكل، ثم دخلت الجامعة، وخلال فترة قصيرة تأقلمت واكتسبت الكثير من الخبرة والثقة، مع الحفاظ على التعامل الجيد مع الناس، لكن عصبيتي ما زالت مستمرة، وأشياء بسيطة تثيرها ويتبعها رعشة في اليدين، وتزداد الرعشة كلما ازدادت المشادة وتشمل كل الجسم، وبسبب ضغوط الحياة والعمل أعاني من رعشة في كل جسمي في أي موقف، وقد يغلبني البكاء بعد انتهاء الموقف.

أقرأ كثيرا، وأحاول السيطرة على غضبي، علما أن عصبيتي تنحصر في رفع الصوت، وكانت تصل أحيانا إلى صراخ بكلام مفهوم حتى يبح صوتي، ولم أصل لهذه المرحلة منذ فترة طويلة، ولكن يحدث في المشادات الكبيرة.

أعاني من وجود بعض الأملاح وديدان تسبب لي الأنيميا الخفيفة منذ الصغر، وأتابع التحاليل والعلاج بشكل دوري، وقد تخلصت منه بعد العلاج والانعزال بسبب السفر للعمل في الخارج، وما عدا ذلك فلا أشكو من أي مرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لعلَّك من الناس الذين بطبيعتهم يُعانون من القلق والتوتر لأتفه الأسباب في شخصياتهم، وهؤلاء الناس دائمًا يعانون من العصبية، ويُعانون من الرهاب الاجتماعي، وهكذا، وتحت أي ضغط تظهر أعراض القلق والتوتر التي ذكرتها - مثل رعشة اليدين -.

الحمد لله بالرغم من هذا استطعت أن تواصل الدراسة، وتتخرَّج من الجامعة، والآن طبعًا وجودك في دولة أخرى أيضًا سبَّب لك ضغطا نفسيا ممَّا جعل أعراض العصبية ترجع - كما ذكرتَ - وأحيانًا تصل إلى حد صراخ.

لو استطعت أن تتحصّل على مضاد للاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS فسوف يساعدك كثيرًا في أعراض القلق والتوتر، وبالذات أنت في بلد غريب من وطنك - أخي الكريم - ولعلَ الـ (سيرترالين/زولفت) يكون مناسبًا لك؛ لأن أعراضه الجانبية قليلة، جرعته خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار فيه لفترة من الوقت، لأنه لا يُحدثُ مفعولاً قبل مرور ستة أسابيع إلى شهرين، ثم بعد ذلك حتى بعد زوال التعصُّب والصراخ، فيمكنك الاستمرار في تناول السيرترالين لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف منه بالتدرُّج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتوقف تمامًا.

وهناك طبعًا أشياء يمكنك أن تفعلها تساعد في تقليل التوتر والعصبية، وبالذات الرياضة، ورياضة المشي، كما لا تنس - أخي الكريم - المحافظة على الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة والهدوء، وبذلك تقلّ العصبية بدرجة كبيرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً