الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعمل ولا أجد عملاً حتى وإن حاولت، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة كنت قد أنهيت الماجستير قبل سنة من الآن، وخلال هذه السنة كنت أقدم على منح لكن جميع المنح قد رفضتني، وأعمل بجهد كبير وطلبي في جميع المنح مميز، لكن لا أعرف لماذا أرفض؟

لست متزوجة، وهذا يؤثر على نفسيتي إلى حد ما، لا أعمل ولا أجد عملاً حتى وإن حاولت، جميع الأبواب مغلقة في وجهي وأشعر أني جئت إلى هذه الدنيا دون أي هدف.

أشعر أن الله يكرهني رغم أني ملتزمة أخلاقياً، وأقرأ القرآن كل يوم، وجميع من حولي يخبرونني بأنني فاشلة! ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي وفقك الله أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وقدر أقدارهم، وكتب أرزاقهم في اللوح المحفوظ، وأمرهم بالأخذ بالأسباب لطلب الخير ودفع الشر عن أنفسهم، ثم الرضا بما قسمه الله لهم.

جعل الرضا بالقدر خيره وشره ركناً من أركان الإيمان لا يتم إيمان المرء إلا به، ومعناه التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى.

ننصحك أن لا تسخطي على ما قدره الله لك، سواء في موضوع المنح أو الزواج أو العمل، فإن السخط لا يأتي بخير، بل يوقع صاحبه في الإثم.

عليك بالأخذ بالأسباب المتاحة لتحقيق رغبتك بالزواج أو المنح أو العمل، ومن هذه الأسباب:
- الدعاء والتضرع إلى الله، فإن الأمر بيده سبحانه، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون.

- البحث عن رفقة صالحة ناصحة من الأخوات؛ تساعدك على تحقيق أهدافك وتشجعك على ذلك، وتبعدك عن التفكير السلبي الذي يؤثر على نفسيتك.

-التواصل مع بعض الجهات التي تعمل على تيسير الزواج للراغبين فيه، مثل بعض الجمعيات الموثوقة أو مركز العلم ونحوها.

- حسن الظن بالله والتقرب إليه، وابعاد خواطر الشيطان عن نفسك أن الله يكرهك، فإن الدنيا يمنحها الله لمن يحب ومن يكره ولا يمنح الإيمان والجنة إلا لمن يحب.

-عليك بكثرة الذكر والتسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة فإن هذه الأعمال تذهب الهم والغم وتفرج بها الكربات وتقضى بها الحاجات.

- اعلمي أن أعظم هدف خلقنا من أجله هو عبادة الله سبحانه والسعي في مرضاته، قال سبحانه: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾ الذاريات: 56.

كفى به هدفاً لكل مخلوق فاجتهدي في تحقيقه وستشعرين بالأمن والطمأنينة والرضا عن نفسك، إن شاء الله تعالى.

- ثقي أن من جد وجد ومن زرع حصد، فلا تيأسي ولا تقنطي، وانطلقي وكلك ثقة بالله سبحانه، وعليك بالصبر والتحمل، فإن النجاح لا يأتي دفعة واحدة.

- انظري إلى من هو دونك في الدنيا حتى لا تزدري نعمة الله عليك، فأنت على خير، وفضل من الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك وأصلح حالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً