الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق وقلق وعدم شعور بالفرح، فكيف أحل مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أعراض قلق وخوف من شيء يحدث بالمستقبل مثل الفضيحة والخوف على عائلتي، وأصبحت أعوم في الأفكار لدرجة أنني لا أستطيع أن أستمتع بشيء.

أفكر في مشاعر غيري أن يصيبهم ما أصابني؛ لأني حدثت لي مشكلة مع أخي، وانتهت هذه المشكلة وأخاف أن يصيبه ما أصابني، وأصحبت لا أنتظم في العمل أذهب يوما وأغيب يوما آخر، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة التي تعاني منها هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، ووساوسك هي نوع من الوساوس القلقية الاستباقية التوقّعية، بمعنى أنك تخاف من المستقبل، وأعجبني تعبيرك أنك أصبحت تعوم في الأفكار، هذا يعني أن الأفكار تتداخل وتجعلك بالفعل مشغولاً ولا تستمتع بشيء.

هذه الحالة حالة بسيطة - أيها الفاضل الكريم - وإن كان هنالك أسباب فيجب أن تُعالجها.

الخطوة الأخرى هي: أهمية إيجابية التفكير، واستبدال الفكر السلبي بفكر إيجابي، الدنيا بخير، ونعم الله علينا كثيرة، والصعوبات التي تأتينا هي ابتلاءات بسيطة، وفي بعض الأحيان الإنسان قد تواجهه مشكلة ليتعلَّم منها.

فأرجو أن تكون في جانب التفاؤل، وتتخلص من هذا الفكر السلبي، ويا أخي: أن تذهب إلى عملك وتنتظم فيه مهما كانت مشاعرك، أرى أن ذلك ضرورة، لأن الإنسان حين يُبدع في عمله ويؤديه على الصورة المطلوبة حتى وإن كانت المشاعر سلبية والدافعية ضعيفة؛ في هذه الحالة سوف يتحسَّن كل شيء.

الشعور الجيد والإقدام على المزيد من العمل، هكذا تدخل إن شاء الله تعالى في دائرة الراحة والفرح والسرور، فادفع نفسك دفعًا للعمل.

لا بد - أخي الكريم - أن ترفه عن نفسك بأشياء طيبة، والطيبات كثيرة جدًّا في الحياة. ابنِ صداقات طيبة مع الصالحين من الناس من الشباب، واحرص على صلواتك مع الجماعة في المسجد، سوف تجد في ذلك خيرًا كثيرًا.

في مثل عمرك الرياضة لها آثار إيجابية جدًّا على النفس وعلى الجسد وعلى الوجدان، فاحرص عليها، وأفكار الخوف يجب أن تُحقّرها، ولا تستجيب للوسواس بأن تناقشه أو تحاوره، أغلق الباب أمامه.

سيكون من الجيد إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة التي تُساعد في مثل هذه الحالات، عقار (سيرترالين) والذي يُسمّى تجاريًا (زولفت) سيكون مفيدًا لك جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، الجرعة هي: أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تتناولها يوميًا لمدة أربعة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً