الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحضار النوايا الحسنة في الدراسة محفزٌ على التفوق.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أولا أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، الذي أفادني شخصيا كثيرا، سائلا المولى عز وجل أن يبارك فيه، ويجزي كل القائمين عليه أحسن وأفضل جزاء، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.

بفضل الله قررت الاجتهاد والمذاكرة العام القادم؛ للالتحاق بكلية طب الأسنان، التي قد وضعتها هدفا لي، ولكن ذلك يحتاج لمجهود كبير، وبما أني نويت أن أسير في الطريق؛ فأريد أن أعدد من النوايا حتى أثاب على كل دقيقة سأقضيها في المذاكرة، ونويت أن أذاكر لأجل الآتي، وفي المقدمة طبعا هو نيل رضى الله:

١- عملا بقوله تعالي "ولا تنس نصيبك من الدنيا " فسأعمل طبيبا وأخفف من آلام المرضى، فبذلك أنا نافعا لديني ولوطني الحبيب ولنفسي، من حيث الثواب، بالإضافة إلى أجري المادي.

٢- إسعاد أهلي، فهم أغلى ما أملك، وحقيقة هم لم يقصروا أبدا معي من ناحية المصاريف.

٣- الحصول على وظيفة جيدة مريحة بعض الشيء، فنحن الآن في أزمة اقتصادية في بلدنا مصر، وقلت فرص العمل، وبإذن الله تكون الطريق الذي يأتيني رزقي الحلال الذي كتبه الله لي.

٤- الحصول على المال الكثير؛ لأعف نفسي، ولمساعدة أبويّ في أداء العمرة، فهم لم يذهبا إليها حتى الآن.

٥- تجهيز نفسي للزواج، فنحن في زمن كثرت فيه الفتن، وأصبح الحرام أسهل من الحلال.

٦- أن أكون شخصية مرموقة في مجتمعي، يفتخر بي أبي وأهلي، ويشعر بنتيجة تعبه في تربيتي.

هذه هي الدوافع التي سأضعها في اعتقادي، فما رأيكم؟ هل ترون منها ما يجب على تركه، أو إخراجه من هذه القائمة، أو أكون مذنبا بوضعه في اعتقادي؟ أرجو منكم الإطناب في الإجابة، وسأقوم بطبع الإجابة ووضعها في مكتبي؛ لأحفز بها نفسي عند الكسل واليأس، وأتأسف جدا على الإطالة.

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أخي العزيز– وأهلاً وسهلاً بك في موقعك, وأسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد، وحسن النية والنجاح، والتميز والسعادة في دراستك وحياتك عامة.

ولا شك أن النوايا المذكورة كلها مشروعة, وهي نوايا تحقق مصالح دينية ودنيوية وأخروية, وقد ذكر الله تعالى أن من دعاء المؤمنين قولهم: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة..), أي كل ما هو حسن من أمري الدنيا والآخرة, وصح في الحديث من دعائه صلى الله عليه وسلم: (ربنا أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا؛ ودنيانا التي فيها معاشنا, وآخرتنا التي إليها معادنا...).

ولا شك أن تحصيل الرزق الحلال، ودفع ضائقة المال، وأن تحظى بالزوجة الصالحة، وحفظ مصالح الأسرة، وتحصيل المكانة الاجتماعية، ومساعدة الفقراء، ونفع الدين والوطن؛ كلها مصالح مطلوبة ومشروعة، بدلالة النصوص الشرعية والعقول والأعراف السليمة والمستقيمة.

كما أن هذه المصالح تظهر في مثل دراستك وتخصصك, ومن المهم حرصك على الثبات على الدراسة والتميز فيها, والثبات على هذه النوايا الطيبة, والتي تستلزم منك ضرورة تحصيل الصحبة الصالحة والجادة المثابرة, وملازمة الذكر والدعاء، وقراءة القرآن، ومتابعة الدروس والخطب والمحاضرات، والبرامج المفيدة، واستغلال الوقت والفراغ, والبعد عن الملهيات والشهوات المحرمات، في وسائل الإعلام والتواصل، وصحبة البطالين والكسالى.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد في دراستك وحياتك عامة, وأن يحقق أمانيك وآمالك في الخير؛ إنه سميع قريب, والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً