الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد إبرام عقد الزواج أجدني غير متقبلة للزوج.

السؤال

السلام عليكم.

أنا متملكة حالياً، لكن لدي شعور غريب حيال الزوج، أحس أني غير متقبلة له أبداً، وبودي أن ألغي هذا الزواج، لكن لدي خوف لا أعرف سببه، ومحتارة في أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الغرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكِ في الموقع، وأسأل الله أن ييسر أمركِ ويشرح صدرك ويصلح شأنك كله، ويعينك على مصالح دينك ودنياك.

ما دمتِ – حفظك الله ووفقك – كما ذكرتِ متخوفة من الزوج، فيظهر أنه ليس لديك تخوّف من الزواج، وهو أمر إيجابي، حيث لا يخفى أن الزواج فطرة إنسانية وطبيعة بشرية ومصلحة دينية ودنيوية في حفظ النسل البشري وتحصيل العفة والستر والذرية الطيبة.

كما أن فيه مصالح السكن والمودة والرحمة، إلا أنها مصالح لا تتم إلا بالتوفيق إلى الزوج المناسب المتوفرة فيه معايير سلامة الدين وحسن الخلق، والأمانة ونحوها مما وردت به النصوص.

عليه، فالواجب عليك الاجتهاد في السؤال عن صفات الزوج المتقدم لك، وذلك بسؤال أهل المعرفة به والثقة والأمانة، فإن وجدتِ فيه الصفات المناسبة لك، كرضاك عن أهله ومستواه المالي والخَلقي "الصورة" والأخلاقي، فلا ينبغي لكِ التخوّف ولا التردد، بل إن ذلك التخوف كثيراً ما ينتاب المتقدم للزواج لا سيما النساء، للقلق من المستقبل والمجهول ورهبة وحساسية ومفصلية الأمر، لاسيما مع ما يرد إلى المسامع من تجارب الزواج الفاشلة، لكن العاقل يدرك أن فشلها لا لعيب في الزواج، ولكن في خطأ اختيار الزوج، أو سوء التعامل من الزوجة مما يلزم تحصيل الثقافة الزوجية المناسبة وحسن اختيار الزوج، وإدراك نجاح كثير من تجارب الزواج كما هو الواقع، فلا ينبغي تعميم الفشل والتخوف من الزواج.

لا أجمل ولا أفضل من الحرص على الاستشارة والاستخارة والدعاء، وحسن الظن بالله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه، وطرد وساوس الشيطان بلزوم الذكر والصحبة الصالحة والطاعات وقراءة القرآن.

أسأل الله أن يفرج همك ويرزقك التوفيق والسداد والهدى والحكمة والصواب والرشاد والزوج الصالح والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً