الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الاستفزازت التي يقوم بها البعض؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة وأرجوا منكم مساعدتي، أنا لا أخالط الناس كثيرا، فمعظم الأوقات أكون وحيدا إما في المسجد للصلاة، أو في العمل، أو في المنزل، ليس عندي أصحاب، لا أتكلم كثيرا، وهنا مشكلتي.

في بعض الأحيان هناك من يستفزني في العمل عن قصد أو غير قصد، لا أعلم، لكني أصبر ولا أتكلم، وينتابني غضب شديد داخلي، ومع ذلك أظل صامتا، لكن في بعض الأحيان أتكلم بلطف، وهنا تكمن مشكلتي، حيث يبدأ قلبي ينبض بسرعة وبشدة، وجسدي يرتعش، وأعصابي تشتد، ولا أستطيع حتى الكلام أو التعبير أن أقول كلمة، وأظل صامتا، ويحدث لي هذا دائما عندما أتعرض لأي حدث يحدث أمامي، أو مشكلة، لا أعلم إن كان هذا مرضا نفسيا في شخصيتي أو في جسمي؟ أرجو منكم مساعدتي وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس بالضرورة إذا كان الشخص لا يختلط بالناس كثيرًا ولا يتكلّم كثيرًا أن يكون مريضًا نفسيًا، فكثير من الناس بهذه الصفات وهم سُعداء في حياتهم، ويؤدُّون عملهم بإخلاص وتفانٍ، فلا يمكن أن نُسمِّي هذا مرضًا نفسيًّا، ولكن إذا أدَّى هذا إلى إشكالات في علاقاتك مع الآخرين، وإشكالات في العمل، وإشكالات في الأسرة، فقد يتطلب علاجًا، وقد تكون هنالك مشاكل نفسيّة، وليست مرضًا نفسيًّا، وواضح أنك من الناس الذين يكتمون الغضب والتوتر، وتحتاج إلى مساعدة في هذا - أخي الكريم - وأيضًا تنفعل إذا واجهتك مشكلة ولكنك لا تستطيع أن تُظهر هذا كله، ولذلك أنت تحتاج لعلاج نفسي، وليس لعلاج دوائي.

هناك علاجات نفسيّة مُعيَّنة لعلاج مشكلة الغضب، تُسمَّى (علاج الغضب)، وهذا العلاج يحتوي على عدة جلسات، تتعلَّم فيها كيفية التعامل مع الغضب في داخلك، وأيضًا هناك علاج نفسي لتقوية الذات والثقة بالنفس، حتى يكون الشخص قادرًا على التصرّف في المواقف الصعبة، أو في مواقف مُعيَّنة، بدون أن تترك آثارًا سلبية على نفسك.

إذًا - أخي الكريم - أنت تعاني من مشاكل نفسية، وليس مرضًا نفسيًّا، وهذه المشاكل النفسية حلُّها في العلاج النفسي وليس بالأدوية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً