الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت للإساءة من والدي وأتعالج من الاكتئاب حاليا!

السؤال

السلام عليكم

دكتور محمد: أنا عشت حياة حزينة، تعرضت للإساءة من أمي وأبي، والظلم، ومصابة بالاكتئاب، فشلت في عدة أمور في حياتي، أتعالج من الاكتئاب لدى طبيب نفسي، واسم العلاج الذي أتناوله انتابرو، تحسنت لكن تفكيري سلبي، وحزينة بسبب الماضي الأليم، ودائما أبكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jennfir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريدك أبداً أن تجعلي فكرة الإساءة التي حدثت لك من أمك وأبيك هي السبب في اكتئابك، ليس هنالك والد أو والدة يقصد أن يسيء إلى أولاده أو بناته، ربما يكون اختلافا في المنهاج التربوية؛ لأن حب الأبوين لأبنائهم حب غريزي وجبلي، لكن حب الأبناء لآبائهم وأمهاتهم في معظمه متعلم ومكتسب؛ لذا نجد في القرآن الكريم أن الوصية دائماً كانت للأبناء ليعتنوا بآبائهم وأمهاتهم.

إذا: أرجو تغيير هذا المفهوم، وهذا يفيدك كثيراً من وجهة نظري، بمعنى آخر: حاولي أن تجدي العذر لوالديك فيما تعتقدين أنها كانت أخطاء تربوية أدت إلى ما تعانينه من اكتئاب، دعينا نبحث عن سبب آخر.

أنا لا أقلل من تأثير التنشئة الأولى من حيث المردود النفسي المستقبلي، لكن حين يكون الأمر مصدره الآباء والأمهات يجب أن نتسامح، يجب أن نتحمل شيئا من الأذى -إذا اعتبرناه أذى- والشيء الأهم أيضاً هو أن الماضي قد انتهى، وهذا باب يجب أن يغلق، أنت -الحمد لله- الآن في بدايات سنين الشباب، حيث الطاقات النفسية والجسدية والاجتماعية، فعليك أن تنطلقي بقوة نحو المستقبل، والماضي هو ماضي، والحاضر هو ماضي المستقبل، لذا الإنسان يعيش حياته الحاضرة بقوة وتدبر وأمل ورجاء، والمستقبل نعيشه أيضاً بأمل ورجاء.

أنت قد تحسنت بدرجة كبيرة، لكن لا زال التفكير السلبي يهيمن عليك؛ وذلك لأنك تحتاجين لتصحيح المفاهيم على الأسس التي ذكرتها لك، حين تستحوذ عليك أفكار سلبية حقريها وتجاهليها، واستبدليها بما هو طيب، ولا بد أن تكوني منجزة في أدائك بكل أنشطتك الحياتية: على الصعيد الاجتماعي، على الصعيد المتعلق بالعبادات، على الصعيد المهني أو الأكاديمي، يجب أن تكون كل الأمور إيجابية؛ فالطاقات موجودة لديك.

الرياضة يجب أن تعطيها أهمية خاصة، وكذلك توزيع الوقت بصورة جميلة، لأن الذي يدير وقته بصورة طيبة يتحسن كثيراً، وأوصيك بأن تستفيدي من الصباح، لأن البكور فيه خير كثير، وكثير من المواد الإيجابية الدماغية تفرز على مستوى المستقبلات العصبية في فترة الصباح.

العقار الذي تستعملينه يسمة تجاريا -انتابرو- واسمه استالبرام هو دواء ممتاز، جرعته من 10-20 ملجم، وهو من الأدوية الممتازة جدا والفاعلة لتحسين المزاج وإزالة القلق والتوتر، أرجو الاستمرار عليه بالجرعة والمدة التي قررها الطبي المعالج الذي قمت بمقابلته.

إذن: الدواء مع الإرشاد النفسي والسلوكي والاجتماعي والإسلامي سيخرجك مما أنت فيها إن شاء الله، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً