الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس قهري في الطهارة والعبادة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس قهري في العبادة، وأدقق في وصول الماء للعضو في الوضوء، وأشكو من ثقل اللسان أثناء قراءة القرآن وفي الصلاة.

إذا توضأت يصبح تركيزي عالياً في الحفاظ عليه وعدم انتقاضه خاصة بالريح، فأحياناً أغلق فتحة الشرج وأتعب، ولا يكون الأمر عادياً عندي كما كنت في السابق قبل الوسواس. أريد وصفة دوائية تعيد لي تركيزي أو ما يتناسب معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هـ ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الوساوس من هذا النوع موجودة ومنتشرة، والإنسان الذي يقع في الوسوسة يكون هدفه في بداية الأمر الإجادة، أن يؤدي عبادته على أفضل ما يكون، لكن نسبة لمفاهيمٍ خاطئة، ونسبة للتشدد في الأمر يحدث الوسواس.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر في غاية البساطة، الوسواس يجب أن تتجاهليه، يجب أن تُحقّريه، ويجب أن تعرفي أن الدين يُسر (ولن يُشاد الدين أحد إلَّا غلبه).

بالنسبة للصلاة: يجعل الإنسان مرجعيته في ذلك صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وصلاة الرسول كانت مبسَّطة، جميلة، خاشعة، مليئة بالتدبُّر والتأمُّل والطمأنينة، الأمر ليس أكثر من ذلك.

كذلك الوضوء، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُسرف في الماء أبدًا، كل ما يتوضأ به من ماء بمقاييس اليوم كان تقريبًا لتراً إلَّا ربع لتر، كما أفادنا بذلك المشايخ، فاجعلي هذا هو مرجعيتك، ويجب أن تُحقّري الوسواس، وتُصِرِّي على ألَّا تُكرري، ولا تتبعي الوسواس، واعرفي أن صاحب الوساوس من أصحاب الأعذار.

أتفق معك أن الدواء مفيد ومفيدٌ جدًّا للتخلُّص من هذا النوع من الوساوس، لكن جُهدك السلوكي وتحقيرك للوسوسة وعدم اتباعها أيضًا ركيزة علاجية أساسية.

من أفضل الأدوية وأسلمها دواء (فلوكستين) والذي يُعرف تجاريًا (بروزاك)، ليس إدمانيًا، ليس تعوّديًا، لا يزيد الوزن، ليست له آثار سلبية على الهرمونات النسائية. تبدئي بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - أي عشرون مليجرامًا - تتناولينها بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعليها كبسولتين في اليوم - أي أربعين مليجرامًا - وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة.

الوساوس لا تستجيب لجرعة أقل من أربعين مليجرامًا، وبعض الناس يحتاجون للجرعة القصوى - وهي ثمانون مليجرامًا في اليوم، أي: أربع كبسولات - لكن لا أراك محتاجة لهذه الجرعة.

بعد مُضي الثلاثة أشهر وأنت على جرعة الأربعين مليجرامًا، بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية، بأن تتناولي البروزاك بجرعة كبسولة واحدة فقط لمدة ستة أشهر، وهذه المدة ليست مدة طويلة، إنما هي مدة وقائية معقولة. بعدها تدرَّجي في الدواء حتى تتوقفي عنه، بأن تجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

توجد أدوية أخرى كثيرة، مثل الـ (فافرين) أيضًا دواء ممتاز، لكن البروزاك أراه الأسلم والأصلح والأفيد، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً