الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة الشرود، وعدم التركيز.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع.

عمري 44 عاما، متزوج وعندي أولاد، منذ صغري أعاني من كثرة الشرود، وعدم التركيز، والنعاس دائما، وأحلام اليقظة كانت وما زالت تلازمني عند أي مشكلة تواجهني صغيرة كانت أم كبيرة، وأحس دائما عندما أريد أن أركز على أي عمل ذهني أو جسدي بحاجة شديدة للنوم.

مؤخرا تيقنت أنني أعاني من فرط النشاط؛ مما يجعلني لا أركز على شيء واحد أبدا، حتى في عملي أنتقل من مهمة إلى مهمة أخرى بسرعة، وكذلك لدي رهاب اجتماعي أخاف من الجمع، حتى أنني قد فوتّ أمورا كثيرة علي في شبابي بالنسبة للدراسة والعمل، قرأت كثيرا عن حالتي لكن سرعان ما ينتابني النعاس واليأس عند أي محاولة للتغلب على مشكلتي.

ذهبت إلى أطباء نفسانيين، ووصفوا لي الدواء، ولكن بعد عدة أشهر لم يكن باستطاعتي أن أكمل العلاج، لعدم مقدرتي على دفع ثمنه (camcolate, siroxat, cipralex)، (من قبله أخذت zolofet من دون استشارة الطبيب)، وكل الأدوية امتنعت عن أخذها فجأة، لم أعد أستمتع بحياتي، علما أنني كنت أواظب على قراءة القرآن والصلاة في الجماعة.

مؤخرا أصبت بفتور في العبادات بسبب انشغالي على التركيز، وقرأت مواضيع التنمية الذاتية والعقل الباطن، ومحاولة المجاراة للواقع الذي لم أعشه في شبابي، حتى أصبحت أعاني من كثرة النسيان.

من طريقة كتابتي للمشكلة يتبين لكم أن أفكاري غير منتظمة ولا مرتبة، فأرجو منكم أن تعذروني.
فهل أجد عندكم علاجا لحالتي؟

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أفكارك مرتبة وواضحة جداً، وأنا أبشرك وأقول لك أن الحلول موجودة، فقط أريدك أن تكون صاحب إرادة إيجابية، والحق عز وجل أعطانا الإمكانيات والمنهجية والأدوات والطرق التي نتغير بها، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وأنت محتاج أن تراجع نفسك وتراجع حياتك، ما الذي دفعك نحو هذا الكسل؟ لماذا هذه السلبية؟ لماذا لا أختار الطريق الآخر؟ طريق النجاح، طريق الفاعلية طريق أن أكون مفيداً لنفسي ولغيري؟ لا بد أن تطرح هذه الأطروحات على نفسك، التغيير الفكري مهم جداً لهزيمة الاكتئاب النفسي، أنت لديك اكتئاب قلقي أراه من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، وأول خطوات العلاج هو:
تغيير طريقة التفكير هذا أمر أود أن أحتمه لك، وأذكرك به دائماً.

والنقطة الثانية المهمة هي: أن تجعل لحياتك أهدافا، أهداف الإنسان هي الركيزة التي ينطلق نحوها، والذي لا أهداف له لا حياة له، ولا دافعية له، فاجعل لنفسك أهدافا في الحياة، إذاً هذا هو التحضير النفسي أو السلوكي كما نسميه، يبقى بعد ذلك التطبيقات العملية، أول ما تقوم به عملياً هو تنظيم الوقت، حسن إدارة الوقت هي باب النجاح، من يدير وقته يدير حياته، خصص وقتا للعمل، خصص وقتا للرياضة، وقتا للترفيه عن النفس، وقتا للعبادة، وأهم شيء أن تقوم به على النطاق الاجتماعي هو الالتزام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلف أبداً عن واجب اجتماعي أيا كان، الأفراح، الأتراح، تلبية الدعوات، أن تكون شخصاً متميزاً في هذا الأمر، ووجد أن أسعد الناس هم الذين يعيشون حياة اجتماعية طيبة، والرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، أنت تتكلم عن الشرود الذهني، وتتكلم عن التكاسل، وتتكلم عن النعاس ناتجة من القلق الاكتئابي، لكن في حقيقة الأمر أن الرياضة هي التي سوف تزيل هذا عنك ولا شك في ذلك هذا أمر الآن مثبت، فابدأ في برنامج رياضي فعال.

ويا أخي الكريم: احرص على الصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة تحسن الدافعية نحو كل شيء فيه خير للإنسان، القراءة، الاطلاع، ملاعبة أطفالك هذا كله جميل وكله طيب، وبر الوالدين أيضاً يرتقي بالصحة النفسية فأحرص على هذا.

أيضاً أريدك أن تجري فحوصات طبية عامة، تتأكد من مستوى الدم لديك، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين ب 12، وفيتامين د على وجه الخصوص، إن كان هنالك أي نقص في أي مكون فسوف ينصحك الطبيب بأن تأخذ ما هو مطلوب، الفحص أيضاً يجب أن يشمل وظائف الغدة الدرقية بهذه الكيفية تكون فعلاً قد وضعت نفسك في الإطار الصحيح.

أما الدواء: فالأدوية كثيرة وكلها متقاربة ومتشابهة، ربما يكون عقار فلوكستين، والذي يعرف باسم بروزاك هو الأفضل بالنسبة لك، ولكن لا بد أن تلتزم بتناول العلاج ولا تشتري دواء مكلف، البروزاك منه أنواع تجارية رخيصة جداً ومفيدة، الجرعة التي تبدأ بها 20 مليجراما كبسولة واحدة يومياً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين 40 مليجراما يومياً لمدة 6 أشهر، ثم كبسولة واحدة يومياً لمدة 6 أشهر أخرى.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً