الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشتت وضيق وخوف وهلع.. ما الذي أصابني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حالتي هي كالتالي: أصبت بنوبة حزن وكره لجميع من حولي عندما كنت في الصف الثاني ثانوي، ثم بعدها في المستوى الخامس في الجامعة جاءتني حالة أشد كرهت فيها الحياة، وتوقفت عن الدراسة لترم، ثم بعدها أصبحت معلما، وهذه السنة الثانية لي، منذ أن اغتربت عن أهلي وأنا أحس أني غير مركز، وأتخيل أشياء، وأحس الحياة حلما، وتأتيني حالات ضيق وضغط لا أرغب سوى بالبقاء في البيت نائما.

لم أعد أضحك وأستمتع بالحياة، أحس بثقل في جسدي وأنام كثيرا، ومرات أشعر بخوف وهلع، أريد حلا لمشكلتي قبل فقداني لوظيفتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: الإصابة بالاكتئاب النفسي في مرحلة اليفاعة والبلوغ وما بعد البلوغ ظاهرة نشاهدها لدى بعض الشباب، والحمد لله أنت قد تخطيت هذه المرحلة وتخرجت والآن تعمل معلما، وأنت أنجزت بالرغم من الصعوبات النفسية التي واجهتك، وهذا يدل أنك الحمد لله بخير، وأنك متماسك، الآن ما ينتابك من أعراض من وجهة نظري هي أعراض قلقية ذات طابع وسواسي، وربما تكون أيضاً عرضة لبعض النوبات الاكتئابية البسيطة التي أسميها بعسر المزاج، النوم الكثير والثقل في الجسم هو أحد الأعراض التي نشاهدها عند صغار السن حين يحدث لهم عسر المزاج.

الخوف والهلع قطعاً هو جزء من قلق المخاوف، والحالة حالة وجدانية وليست مستعصية، أريدك أن تكون إيجابياً في أفعالك، وأفكارك، ومشاعرك أيها الفاضل الكريم، ويجب أن تحب عملك وتطور نفسك فيه، وعليك بالتواصل الاجتماعي، عليك بالتفاؤل وأن تكون حسن التوقعات، هذه أمور يمكن للإنسان أن يجلبها لذاته، لا تكن من الذين يقولون لا أستطيع لا أستطيع، عليك أن تعزم النية، وأن تكون لديك الإرادة ولديك العزيمة ولديك الإصرار على التغيير.

حسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، والنوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ مما يريح الإنسان كثيراً، التواصل الاجتماعي وبناء شبكة اجتماعية ونسيج اجتماعي محترم، والحرص على القيام بكل الواجبات الاجتماعية وجدناه من أفضل الأمور التي تطور النفس البشرية من الناحية النفسية والاجتماعية.

الحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء، والأذكار، وتلاوة القرآن هذه -يا أخي الكريم- يجب أن تكون ديدنك دائماً، بر والديك بكل وسيلة ممكنة لأن هذا فيه زاد كبير لك في الدنيا والآخرة، هذه هي الإرشادات الأساسية التي أنصحك بها.

قطعاً تحتاج إلى علاج دوائي بسيط أحد محسنات المزاج التي تجدد طاقتك سيكون مفيداً لك، إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فافعل، وإن لم تستطع فيمكنك أن تتناول عقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين، عقار مشهور ومعروف وسليم وغير إدماني وغير تعودي وليس له أضرار، تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يومياً، قوة الكبسولة 20 مليجراما تتناولها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم، أي 40 مليجراما لمدة شهر ونصف، ثم تجعلها كبسولة واحدة لمدة شهر ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر واحد ثم تتوقف عن تناول الدواء، ولا تتوقع أي تحسن قبل مرور 6 أسابيع من بداية تناول الدواء؛ لأن هذه هي الفترة التي يتم فيها البناء الكيمائي التام.

أيها الفاضل الكريم: لو أجريت فحوصات طبية عامة هذا أيضاً سوف يكون أمراً جيداً، الإنسان يجب أن يجري هذه الفحوصات مرة كل 6 أشهر مثلاً، وهنالك أشياء لابد أن تتأكد منها: مستوى الدم لديك، مستوى السكر، وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدهون والأملاح، مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية هذا مهم جداً؛ لأن اضطرابه قد يؤدي إلى اضطراب مزاجي، وكذلك أرجو أن تتأكد من مستوى فيتامين ب12 وفيتامين د، وإن كان هنالك أي نقص سوف يقوم الطبيب إن شاء الله تعالى بكتابة الدواء الذي يدعم مستوى هذه الفيتامينات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً