الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور إني سوف أموت جعلني لا أنام، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

دائما أفكر أني سوف أموت، وهذا يجعلني لا أفكر في أي شيء آخر، والسبب أني أصبت مرتين بضيق تنفس ورعشة في الجسم وسرعة في ضربات القلب، وراجعت الطبيب فأخبرني أنها بسبب الجيوب الأنفية، ولا أعلم إن كانت الجيوب تسبب ذلك!

بعدها لم أستطع النوم أبدا، خائفة طول الوقت، وأحس بألم في الصدر واليد والكتف من الجهة اليسرى، وأشعر بتوتر وقلبي منقبض، وأحس أني سوف أموت، ولا أعرف سبب هذا الشعور!

لم أكن منتظمة في صلاتي، ولكن حاليا صرت منتظمة على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن، أريد أن أنام بلا خوف، فهل هناك طريقة لعلاج الخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من الموت شيء طبيعي عند كل الناس، ولكن عندما يكون إحساسًا دائمًا ومستمرًّا يكونُ خوفًا مرضيًّا، ودائمًا ما يُصاحب القلق والتوتر، وعندك أعراض قلق وتوتر أخرى، مثل ضيق التنفس ورعشة الجسم وضربات القلب، هذه هي أعراض جسدية للتوتر -أختي الكريمة-.

والقلق (الإحساس بالخوف والخوف من الموت بالذات) هي من الأعراض النفسية للقلق وللتوتر، وليس هناك سببا مُحدَّدا لظهورها، فبعض الناس لهم القابلية للقلق وللتوتر، ولذلك تظهر عليهم أعراض القلق والتوتر - سواء كانت جسدية أم نفسية - في ظروف مُعيَّنة.

الحمد لله الآن انتظمت على الصلاة وقراءة القرآن، وهذه بالذات سوف تُساعد مساعدة كبيرة في مسألة الخوف من الموت، لأنه كلَّما كان الإنسان قريبًا من ربه ومرتبطٍ به فسوف تزيد الطمأنينة في نفسه، وبالتالي تقلُّ مخاوف الموت، ولكن هناك أشياء أخرى يمكنك أيضًا فعلها.

لا يمكن طرد هذه المشاعر هكذا، ولكن يمكن صرف النظر عنها بالتفكير في أشياء مُعيّنة، أو بالاسترخاء، لأن الاسترخاء هو ضد التوتر، وكلَّما كان الإنسان مسترخيًا كلما قلَّت مشاعر الخوف عنده، ومن أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء الرياضة - أختي الكريمة - فعليك بالرياضة يوميًا، إمَّا في شكل ممارسة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا، أو في تمارين تُمارس في المنزل (أيضًا) يوميًا. وعليك بالانشغال عن هذا الخوف بأن تكوني مع الناس بقدر المستطاع، ولا تكوني لوحدك، كلما كان الإنسان لوحده كلما زاد التفكير في هذه الأشياء.

إذا كلُّ هذه الأمور لم تُساعد فما عليك بعد ذلك إلَّا الجوء للطب النفسي - أختي الكريمة - والأطباء النفسيين إمَّا يُساعدونك بأدوية تُساعد في علاج أعراض القلق والتوتر، أو يساعدونك بعلاجات نفسية أخرى تُساعد كثيرًا في التغلب على القلق والتوتر.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (2181620 - 2405159).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً