الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أدري كيف سأعيش من دون أختي عندما تتزوج!

السؤال

ليس لدي في الحياة سوى أخت وحيدة تكبرني بعام ونصف تقريبا، وإن شاء الله ستتزوج قريبا، وفي الحقيقة أنا سعيدة جدا؛ لأنها ستحصل على الاستقرار، وأتمنى لها حياة سعيدة وذرية صالحة -بإذن الله-، ولكني في نفس الوقت يعتصرني الألم؛ فأنا حرفيا لا أستطيع العيش بدون أختي؛ فقد خطوت معها كافة خطوات حياتي، ارتدنا نفس المدارس، وحتى نفس الجامعة، وننام معا على سرير واحد، وهي الوحيدة التي آكل معها من نفس الطبق، وعندما نخرج من المنزل أشعر بأنها سندي وأعتمد عليها في كل شيء.

لقد كنا متلاصقتين بشكل كبير، حتى حصلت هي على وظيفة، وأنا ظللت جالسة بالمنزل، شعرت حينها بالوحدة والحزن، ولكني تخطيت هذا الأمر فيما بعد بصعوبة.

أنا أشعر بالوحدة، ولا يؤنس وحدتي إلا هي، على الرغم من وجود والدي معي، إلا أني أشعر بحبي لها حتى عن حبي لأمي وأبي.

لا أدري كيف سأعيش من دونها وكيف سأتجاوز هذا الأمر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رفيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يسهل لأختك وأن يقدر لك ولها الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يديم بينكن المشاعر النبيلة، ويحقق لنا ولكم جميعا في طاعته الآمال.

ربنا الذي صبرك ووفقك حتى تأقلمت عند ذهابها للعمل سوف يعينك اليوم على الصبر، وخطوط التواصل بينكن سوف تظل مفتوحة، وغدا سوف تمتلئ حياة الأسرة بهجة بأطفال سوف تنجبهم، وتكتمل الفرحة بزواجك أنت أيضا بعدها، فشأن الفتاة أن تفارق أهلها، ولكن لتأتي بأجيال تسعد الجميع، وبالأطفال تجد الحياة طعمها؛ فهم زينة الحياة الدنيا.

وأرجو أن لا تنزعجي كثيرا؛ لأن الإنسان عنده قدرة على التأقلم، وقد أنعم الله عليه أيضا بالنسيان، وغدا سوف يتبدل الوضع. ومما يخفف على الناس أثر الفراق فرح الأسرة بسعادة ابنتهم وبدخولها لعش الحياة الزوجية.

ونحن ننصحك بأن تقتربي من والديك في هذه الفترة؛ لأنهما أيضا يتأثران بذهاب أختك رغم فرحهما بزواجها، واحمدي الله على نعمة وجود والديك إلى جوارك، واسألي الله أن يعينك على برهم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بإظهار التجلد والصبر؛ لتكوني بذلك خير عون لأختك على الاستقرار، وعليك بكثرة الدعاء لها، وإظهار الفرح لها وبها؛ فإن ذلك مما يرفع معنوياتها.

نكرر لكم التهنئة والترحيب بكم، ونسأل الله أن يبارك لأختك ولزوجها، وأن يبارك عليهما، وأن يجمع بينهما في الخير وعلى الخير، وأن يلهمكم جميعا السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً