الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجتي وهي تسيء إلي أحياناً؟

السؤال

السلام عليكم
معكم أخوكم من المغرب وأعمل على طرح مشكلتي بإيجاز.

أنا متزوج منذ ثلاث سنوات، زوجتي تعمل موظفة وقبل العقد كان الاتفاق على عملها مقابل التعاون فيما بيننا على ظروف العيش كأي شباب في وضعنا، لكن حدثت مشاكل بيني وبين أهلي لرفضهم مساعدتي في مصاريف الزفاف، رغم أنهم أبدوا فرحاً لاختياري زوجة من منطقتي.

تم الزفاف أخيراً عند أهل الزوجة، ونظراً لغضبي وغضبها من تصرف أهلي غير المبرر صراحة بإجماع الأهل، وأهلي لم يتقبلوا ذلك، ونشبت خلافات بين أهلي وزوجتي.

هذا الخلاف انتقل إلى بيتي أنا، لما انتقلت أنا وهي للاستقرار بدأت في ذكرهم بالسوء في أي خلاف ينشب بيني وبينها.

إضافة إلى قيامها بالمن علي في كل ما تقدمه من مساعدة لي هي وأهلها، وخاصة والدتها، والتي تتميز بعلاقتها الوطيدة بينهما.

المهم كي لا أطيل: رغم أن أهلي اعتذروا لي كونهم لم يساعدوني، وطوي الخلاف، ونظراً لخوفي من غضب الله من مقاطعتهم ونصح الكثيرين لي بأن أعود لطريق رضا الوالدين، لم تستطع أن تستوعب عودتي، وبقيت حاقدة على أهلي، واكتمل الأمر بإنجاب طفل واستمر الصراع خاصة في حفل العقيقة تطلب مني طلبات غريبة أن نعتذر لأمها، رغم أننا لم نفعل شيئاً يتطلب الاعتذار.

المهم لم أعد أفهم، هل تريد الفراق؟ رغم أنها تؤكد أنها تريد الاستمرار، ومواصفاتها شرعياً، تعمل على سبي، وفي كل مرة أنا أرفض أن أنساق إلى أسلوبها والعمل على موافقة الشيطان في هذه الأمور واللجوء إلى الضرب وأصبر، كما أني أعاني، ولم أعد أعرف كيف أتعامل معها؟!

المهم أني من خلال التشاور تعرفت على قصص كثيرة ووجدت نفسي -ولا نزكي على الله أحداً- أني إنسان يتعامل مع زوجته بكل الاحترام في مقابل تعاملها هي معي.

أرشدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -أخانا الفاضل الصابر- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حسن تصرفك في المواقف العظام، وندعوك إلى الاستمرار على هذا النهج طاعة لمن لا يغفل ولا ينام، وتماشياً مع وصية رسولنا الإمام الذي أوصانا بالنساء خيراً، عليه الصلاة والسلام، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق لكم في طاعته الاستقرار والآمال.

لا يخفى على أمثالك أن شريعة الله كلها عدل ورحمة، وربنا العظيم يأمرك بالإحسان لوالديك، ويدعوك للإحسان لزوجتك.

احرص على إقامة هذا التوازن ثم اجتهد في احترام أهلها، وخاصة والدتها لكبر سنها، ولأنها أم لزوجتك، ولأن الشرع دعا لاحترام الأصهار، وكل الناس، واحرص على أن تدفع بالتي هي أحسن السيئة.

أرجو أن تعلم أن زوجتك وأي امرأة تحتاج لبعض الوقت لنسيان ما حصل، فتفهم طبيعة النساء، وتعامل مع الأمر بأعصاب هادئة، وامنع تداخل الأمور، وضيق فرص الاحتكاك بينها وبين أهلك، واحترم أهلها وإن قصرت في حق أهلك، حتى تجبرها وأهلها على العودة إلى ما فيه رضا الله.

قد أسعدنا تعاملك معها ومع أهلها بكل احترام، وندعوك إلى عدم تغيير ما أنت عليه من الخير والصبر والحلم، مهما كان الاستفزاز، حتى تقهر عدونا الشيطان الذي همه في إشعال العداوات، وخراب البيوت.

اعلم أن واجبك نقل أحسن ما تسمع منها لأهلك، وتنقل عن أهلك أحسن ما قالوه عنها وعن أهلها، فالمؤمن يقول خيراً وينمي خيراً، ونحن سعداء بالتعاون والتفاهم الذي بدأتم به حياتكم الأسرية، وأرجو أن تستمر المهارات العالية في تخطي الصعاب الجديدة مستعينين بالله.

تذكر أنه في النساء عوج وضعف، وأن الخصومات التي تحصل بين النساء مختلفة في دوافعها وفي طرق التعامل معها، ونحن ننصح كل رجل بالاجتهاد في البعد عن التدخل بينهن، لأن ذلك مما يزيدها اشتعالاً، واحرص على أن تعطي كل ذي حق حقه، وقدم ما يرضي الله.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالإكثار من ذكره وشكره وحسن عبادته، وواظب على الاستغفار وعلى الصلاة والسلام على نبينا المختار لكي يكفيك الله ما أهمك ويغفر لك ذنبك.

أفرحنا تواصلك مع موقعك، وتكتمل فرحتنا باستمرارك على نهجك الذي فيه الحكمة، ونتشرف بأن نكون عوناً لك على الخير.

وفقك الله وسدد خطاك، وأقر عينك بتآلف القلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً