الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك بأن زوجي مصاب باضطراب ثنائي القطبية.

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، وأم لطفلين، مشكلتي أني شبه متأكدة من أن زوجي يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ولكنه يتصرف بعصبية كلما تحدثت معه في الموضوع وطلبت منه الذهاب إلى الطبيب المختص، فما يعاني منه سبب لنا الكثير من المشاكل، وجعلني أفكر في الطلاق بشكل مستمر، زوجي يبلغ من العمر 32 سنة.

من الأعراض التي جعلتني أشك في مرضه، هي:
تقلب المزاج، والقلق، والنرفزة الشديدة لأتفه الأسباب، كما أن زوجي لا يستطيع الاستمرار في وظيفة ما لأكثر من بضعة أشهر أو أسابيع، يتحمس كثيرا لمشروع ما، ويحاول إقناع الجميع بنجاحه 100%، ولكن يتركه بعد فترة ولا يستمر فيه، ويقوم بصرف الأموال بطريقة جنونية دون أي وعي منه وفي أمور تافهة لا تستحق.

في فترات الهوس يكون مقتنعا بنجاح مشروع يود الخوض فيه، قام ببيع السيارة، وخسر المشروع، وبعد فترة دخل في اكتئاب، وكل مرة أمكث في بيت أهلي، ثم باع المنزل من أجل مشروع متهور آخر، وأصبحنا لا نملك شيئا.

للعلم كل الممتلكات هبة من والده، وأنا لا أعلم حاله قبل الزواج، كثيرا ما يدخل في علاقات ويقوم بخيانتي، يتعاطى المخدرات، ويشرب الكحول في فترات ثم يتوقف، لا ينام بالليل إلا بأخذ دواء منوم قوي، وأحيانا أخرى يفرط في النوم ولا يستيقظ إلا لوقت متأخر، شهيته شبه منعدمة، ويدخل في دوامة اكتتاب لأبسط المشاكل، يقود السيارة بسرعة فائقة في فترات، وينسى كثيرا، وحتى ينفي حدوث وقائع حدثت بالفعل، يشك في أبسط الأمور، ويتفقد هاتفي باستمرار، يحاول السيطرة على حياتي في كل شيء، ويقلل من أهميتي من وقت لآخر، وبالمقابل يخاف أن أتركه، والقائمة طويلة.

أما باقي الأيام فهو شخص محب، يهتم بأولاده، ويترفنا بالهدايا، ويعبر عن حبه لي ولأولاده، ولكن تمر فترات لا يحدثني فيها البتة، وينطوي على نفسه، فبماذا تشيرون علي؟ فأنا خائفة على مستقبل طفليّ معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن زوجك يعاني من مشاكل نفسية واضحة، ومن أعراض نفسية واضحة، تتغير من وقت لآخر وتؤثر على حياته، وتؤثر على علاقته معكم، ويحتاج لمساعدة، ولكن فلندع التشخيص جانباً -تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية-؛ فلا بد أن يتم من قبل اختصاصي في الطب النفسي، لا يمكن للشخص أن يشخصه هكذا.

قد تكون هناك بعض الأشياء التي ذكرتها أحياناً تصب في نوبات الاكتئاب، وأحياناً تصب في نوبات الهوس، ولكن لا بد من أن يقابل طبيبا نفسيا حتى يتم تشخيصه بوضوح؛ لأن هذا سوف ينبني عليه الخطة العلاجية المطلوبة، فقد تكون هناك مشاكل في الشخصية والتقلب، وأحياناً اضطرابات الشخصية تأتي بأشياء مشابهة.

على أي حال لا بد من أن يقابل طبيبا نفسيا، وعليك اقتناص فرصة أن يكون هو هادئ وطبيعي، وأن تتحدثي معه بصراحة عما يعاني منه، وأن تطلبي منه أن يقابل شخصا لمساعدته، أن يقابل طبيبا نفسيا لمساعدته؛ لأن هذا هو أهم شيء، ويمكن أن تستعينين بأهلك أو أهله في هذا الشأن، ولكن يجب أن يكون هذا في الفترات التي يكون فيها طيبا، وأن يذهب لمقابلة طبيب نفسي، وبعد أن يأخذ كما ذكرت الطبيب النفسي تاريخ مفصل منه ومنك، وأن يقوم بالفحص المباشر له سوف يصل إلى التشخيص المناسب، لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية علاجه أساساً بمثبتات المزاج، أما اضطرابات الشخصية فعلاجها طبعاً بالجلسات النفسية المطولة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً