الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم يشبه الصعقة الكهربائية في الوجه.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ألم يشبه الصعقة الكهربائية في الجهة اليسرى من الوجه، ليس مستمراً وإنما يأتي على فترات متباعدة كل شهر أو شهرين مرة.

الألم ليس له وقت محدد، ولا أعرف سببه، ففي الغالب يأتي الألم عندما ألف وجهي لليسار لدقائق طويلة فيأتي كالصاعقة!

بدأ أول مرة قبل ثلاث سنوات تقريباً، وآخر مرة أتى قبل يومين، وكان شديداً جداً، وما زلت أشعر بمثل الحرارة في مكان الصعقة شاملاً الفك والأذن.

هل هو علامة على شيء خطير؟! وهل له علاج؟! وكيف يمكنني التخفيف من حدته؟ وهل من الممكن أن يزيد الألم مع الوقت؟! أرجو الإفادة، علماً أني بعمر 33 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعانين منه هو ألم عصب ثلاثي التوائم، (العصب القحفي الخامس)، وهو أحد أعصاب المخ الرئيسية، يغذي الإحساس في الوجه، وهو يقع على جانبي الوجه ويتفرع إلى ثلاثة فروع، تغذي ثلاث مناطق من الوجه، فالفرع العلوي يغذي منطقة الجبهة والفرع الأوسط يغذي منطقة وسط الوجه، والفرع الأسفل يغذي منطقة الفك السفلي.

يشعر المريض بنوبات كما هو الحال عندك، وأثناء هذه النوبة ينتفض برأسه وكأنه تعرض لصاعقة شديدة، فالألم يشبه الصدمة الكهربائية على جانب واحد من الوجه، (غالبا الأيمن) أو في حالات نادرة على الجانبين.

قد تستمر النوبة لحظات أو أكثر، وفي الحالات الشديدة قد تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد، مما يعيق المريض عن مزاولة نشاطاته اليومية، وقد لا يستطيع الكلام أو المضغ.

نادراً ما تكون مستمرة لمدة طويلة، وعادة ما تحصل هذه الآلام نتيجة تحفيزها أو إثارتها بمؤثرات خارجية مثل: حلاقة الذقن عند الرجال، أو وضع أدوات تجميل على الوجه، أو وضع غطاء على الوجه، أو المضغ أو الكلام أو تنظيف الأسنان، أو ضغط أو لمس مناطق معينة بالوجه، أو التعرض لتيار هوائي، أو الدخول إلى غرفة مكيفة، وفي بعض الأحيان في أي وقت وبدون إنذار.

تحدث للنساء أكثر من الرجال، وعادة ما تكون فيما بين العقد الرابع والخامس من العمر، ولا يستطيع المريض معها ممارسة أبسط أموره الطبيعية.

قد تكون الآلام عن هذا العصب ناجمة عن ضغط على الجذع الرئيسي للعصب الخامس أو أحد فروعه، إما بورم أو شريان دموي أو زائدة عظمية، أو تكون نتيجة لتغيرات في تكوين العصب الخامس، أو بسبب التهاب سابق في العصب Post herpetic neuralgia، أو بدون سبب معروف، لذا قد يرى الطبيب إجراء صورة بالرنين المغناطيسي للدماغ.

تقوم المعالجةُ في البداية على استعمال دواء يسمى كاربامازبين carbamazepine، وحتى يكون هذا الدواء فعالاً لا بد من تناوله عدة مرَّات في اليوم، بجرعة تزيد تدريجياً بإشراف الطبيب، وهناك أدوية أخرى بديلة إذا لم يتم التحسن على هذا الدواء.

قد يتم الاحتياج للدواء لفترة طويلة، لذا يجب مراجعة طبيب مختص بإمراض الأعصاب neurologist.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً