الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي وأبي على خلاف وخصام دائم.. كيف نحل هذا الخلاف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ عمره 21 سنة، متخاصم مع أبي، أبي صارم في قراراته يحدد له وقت الخروج والعودة للمنزل وإذا تأخر قليلا يشاجره لذلك، وأيضا لا يستيقظ للصلاة إلا بصعوبة بالغة، الآن أبي له أكثر من سنة لا يتكلم معه إطلاقا، وقبل 6 شهور انتقل أخي إلى منطقه أخرى يعمل فيها، ويزور المنزل كل أسبوع مرة واحدة، وعندما يزور المنزل أبي يتضايق جدا وملامحه تتغير، لذلك قالت أمي له تعال وقت عندما يكون أبوك خارجا للعمل، والآن له مدة طويلة على هذا الحال.

علما أننا ننصح -أخي- ونحثه على طاعة والديه، ولكن دائما يكرر (أنا رجل ولي حريتي، ولست طفلا ليحدد لي وقتا للذهاب والعودة) علما أننا شجعناه على إصلاح الخلاف، وتقدم ذات مرة وقبل رأس أبيه ولم يتكلم، ولكن أبي قال له (إن كنت تفضل أصحابك علينا لا تقبل رأسي) وقصده من ذلك الجلوس مع أصحابه معظم الوقت، وعدم المبالاة بالجلوس مع أهله، بعدها عاد الصمت على حاله السابق.

للمعلومية أبي صعب التعامل معه، وغالبا إذا غضب على أحد يصعب أن يرضى عنه، ولا نعرف كيف نتعامل معه، وأخي مطيع نوعا ما عندما يُطلب منه شيء كاصطحاب العائلة للتسوق، أو توصيلهم إلى أحد الأماكن أو شراء بعض النواقص.

المعذرة على الإطالة، وأتمنى أني وضحت المشكلة بما فيه الكفاية، وأشكركم مقدما على ما تقدمونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حال أخيك، ونصيحتي التي أنصح بها..
- بداية يجب على أخيك طاعة الوالد - حفظه الله - وامتثال أمره، فإن كل ما أمر به الوالد كل ذلك فيه خير وفيه مصلحة لأخيك، ولا ينبغي لأخيك أن يخالف الوالد في كل أمره، ويلزم عليه طاعة الوالد، وإلا وقع في كبيرة من كبائر الذنوب وهي عقوق الوالدين.

- ومن جانب آخر فإن الوالد وإن كان يبدو صارما في قراراته من وجهة نظر البعض، لكن الذي يظهر أنه ما لجأ إلى الشدة والهجر إلا بعد أن عاند أخوك أوامر الوالد، ولو أن أخاك أصلح من حاله لترك الوالد هجره، ولقد أحسنت عندما نصحت أخاك بأن يكون بارا بالوالد، وإذا سارع أخوك إلى ما نصحته به، فأظن أن الوالد سيغير من شدته عليه..

- وكون أخيك مطيعا للوالد في أمور كثيرة، فهذا مؤشر على أن فيه خيرا عظيما، ولعله ومع استمرار النصح منك يمكن أن يكمل بعض ما ينكره عليه الوالد، ولا تنس أخاك من الدعاء له في ظهر الغيب بأن يصلح الله حاله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً