الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض نفسية سببت لي التعرق والخفقان وآلام في الجسم

السؤال

السلام عليكم
د. محمد عبد العليم حفظك الله.

أعاني منذ تسع سنوات من قلق وتوتر وخوف من الموت والأمراض، وأعراض حالتي: تعرق وخفقان، وألم ووخزات في الصدر والجسم.

قمت بكل الفحوصات، وكانت النتائج سليمة، إلا أنه أحيانا يرتفع الضغط، وقد استعملت كل أنواع العلاج النفسي، وحاليا أتناول سوليان 100 مج، وأميتريبتيلين 50 مج، وكلونبازإم 2 مج نصف حبة، فهل هذه الأدوية لها أضرار جانبية؟

علما أن هناك من الأطباء من قال بوجود ترهل بسيط في الصمام الميترالي، والبعض الآخر قال لا يوجد شيء، فهل في الأمر اشتباه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أخي أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.

قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي منتشر، ولا نعتبره مرضاً، إنما هي ظاهرة، قد يزعج الإنسان، لكن لا نراه أبداً علة خطيرة، وموضوع الخوف من الموت أيضاً أحد الأعراض الأساسية لهذه الحالة.

الموت يجب أن نخاف منه شرعياً ولا نخاف منه مرضياً أبداً، الأعمار بيد الله -أخي الكريم-، عش الحياة بقوة، واسأل الله تعالى أن يحسن أعمالك، وأن يطيل في عمرك ويختم لك بالصالحات.

أيها الفاضل الكريم: العلاج الدوائي مفيد جداً، وقطعاً الطبيب الذي قرر لك الأدوية المذكورة كان قراره بناء على الصورة الإكلينيكية، أي نوعية الأعراض التي تعاني منها، والتجربة خير برهان، فإن أفادتك الأدوية فواصل في تناولها وإن كان لدي تحفظا حول عقار كلونازيبان، هو دواء جيد لكن يسهل التعود عليه، ولذا من الأفضل أن تناقش هذا الأمر مع طبيبك، أنت في سن صغيرة نسبياً، وأن تستمر على هذا الدواء لفترات طويلة قد لا يكون أمراً مستحسناً.

توجد أدوية تساعد بصورة فاعلة جداً في قلق المخاوف، مثل عقار سبرالكس أو عقار زوالفت أو حتى الزيروكسات، كلها أدوية ممتازة تعالج قلق المخاوف الوسواسي بصورة فاعلة جداً أفضل كثيراً من الكلونازيبان، والكلونازيبان إذا قرر الطبيب أن تتوقف عنه أعتقد أنه يجب أن لا ترفض هذه الفكرة، ويجب أن يكون التوقف عن الدواء متدرجا.

يمكن استبدال الكلونازيبان والأيمتربتالين بأحد الأدوية التي ذكرتها لك، أما السوليان فهو دواء جيد ولا بأس فيه أن تواصل عليه، فقط ربما يرفع هرمون الحليب قليلاً، هرمون الحليب يسمى برولاكتين، ومن الأفضل أن تفحصه من وقت لآخر.

بالنسبة لموضوع ترهل الصمام الميترالي: أمر شائع حوالي 10% من الناس يعانون من هذه الحالة، وليس لديهم أي أعراض، وعلى العموم نعتبره حالة حميدة وليس خطيرة، وما دام بعض الأطباء ذكروا لك أن الصمام الميترالي لديك طبيعي، فدعنا نصدق هذا، وحتى إن وجد هذا الترهل، فأنا أؤكد لك أنه ليس أمرا خطيرا، ويجب أن تتناساه تماماً، الفحص الذي يثبت ارتخاء أو ترهل الصمام الميترالي من عدمه فحص بسيط جداً، وهو ما يعرف بفحص الإيكو، وهو نوع من الموجات الصوتية الخاصة التي يفحص بها القلب.

بجانب العلاج الدوائي: لا بد أن تركز على الأشياء الأخرى، مثل ممارسة الرياضة، رياضة المشي تفيدك كثيراً، النوم الليلي المبكر، التقليل من تناول القهوة والشاي، التنظيم الغذائي، ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، التكثيف من الأنشطة الاجتماعية، الحرص على الصلاة مع الجماعة، هذه -يا أخي- كلها وسائل ومدخلات علاجية ممتازة جداً لحالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً