الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبين بعد فحص ما قبل الزواج بأن المرأة مصابة بالسلاثيميا، فهل منه خطورة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الأكثر من رائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب مقبل على الزواج، وأجرينا تحليل ما قبل الزواج، واتضح أن الزوجة لديها سلاثيميا، وأنا سليم ولله الحمد.

تم إخباري بالموضوع، وقالوا لي المستشفى أن الموضوع صار يخصني أنا، لأنني لي الحق بالرفض والقبول، اجتمع بي الدكتور وأوضح لي أنه ممكن أن أتعب مع الزوجة بالمستقبل؛ لأنه مرض تتشعب منه أمراض الدم، وقال لي أنه من الممكن أن ينتقل للأحفاد!

وأنا الآن في حيرة من أمري، اعتبروني أخوكم الأصغر، وأنيروا طريقي، أخاف من ظلم الأطفال بالمستقبل، وأرجو أن تفهموني ما هي خطورته إذا كانت الزوجة حاملا للمرض أو كانت مصابة فيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مرض الثالاسيميا هو مرض وراثي ينتج عنه فقر الدم, وذلك بسبب وجود خلل في إنتاج الهيموغلوبين، ويمكن أن يكون المرض بدرجة خفيفة, وبالتالي أعراض خفيفة أو بدون أعراض, كما يمكن أن يكون شديدا مع فقر دم شديد، ويحتاج لنقل الدم المتكرر, وأهم الأعراض في هذا المرض هي أعراض فقر الدم، والتي تتمثل:
بالتعب، والإرهاق, والشحوب, والدوخة، والصداع, ويمكن أن يؤدي عند تقدم الحالة لأن يتأثر النمو, مع انتفاخ في البطن, وخلال الهجمات يصبح لون البول داكنا, وإذا كان أحد الأبوين حاملا للمرض فإن نسبة إصابة الأبناء تكون أقل مما لو كان كلا الأبوين حاملين أو مصابين بالمرض، وبالتالي لا يمكن لأي طبيب أن يؤكد أو ينفي احتمال إصابة الأبناء بهذا المرض.

هذه وجهة النظر الطبية بصورة مختصرة عن المرض.

أما بالنسبة لقرارك بالارتباط بأنثى مصابة بالمرض, فإن الأمر يعود إليك, ويمكنك استشارة أهل العلم الشرعي بذلك, وكذلك استشارة الوالدين, والأهل.

ونرجو لكم من الله دوام الصحة والعافية.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد مازن (تخصص باطنية وكلى)، وتليه إجابة الدكتور أحمد الفرجابي (مستشار الشؤون الأسرية والتربوية).
++++++++++++++++++++++++++++++

فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يشفيها، وأن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم جميعا في طاعته الآمال.

بعد وقوفك على وجهة نظر الأطباء وإفادة مستشارنا الطبي المميز، ننصحك بما يلي:

1- التوجه إلى من بيده الخير.
2- وضع إيجابيات ارتباطك بالفتاة إلى جوار السلبيات.
3- قياس استعدادك النفسي، والمالي، والاجتماعي، ومدى تفهمك وتكيفك مع الأوضاع التي قد تجد نفسك فيه.
4- قياس الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على تركك للفتاة، وأنت أعلم الناس بتقييم الميل الحاصل، بالإضافة إلى مسألة القرب والبعد من ناحية الرحم والجوار.
5- استحضار إيجابيات الفتاة في شخصها والتي دفعتك لاختيارها من دون النساء.
6- النظر في البدائل المتاحة لك ولها، وتحديد الإخراج المناسب في حالة إيقاف المشروع.
7- القيام بالاستخارة التي تشتمل على طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وهذه وصيتى لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأجد في نفسي ميل في القبول بالفتاة إذا كانت المؤشرات والميزات الأخرى الموجودة إيجابية، خاصة مع ذهاب الأطباء إلى أن احتمال إصابة الأبناء قليلة، وربما لا تحصل، فالأمر لله من قبل ومن بعد، ولكن الرأي النهائي لك، ويهمنا حسن الاعتذار، ورعاية المشاعر إذا قررت إنهاء الموضوع وطي الصفحة.

ونسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً