الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلا لبرود همتي في الدراسة ومشكلاتي النفسية.

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة جامعية عزباء، مررت بطفولة صعبة بسبب سمنتي، وعدم حصولي على نتائج جيدة بالدراسة، ولم يكن لدي أصدقاء، فقد كانوا يعتبروني غبية، وبعد معاناة وتجارب استطعت الخروج من المعاناة بطرق ذكية، حيث وضعت حدودا لسمنتي، فخففت منها، وعملت صداقات كثيرة في فترة الثانوية، وأصبحت من المتفوقين بدراستي كلها بطرق ذكية، مع أن حالتي النفسية ليست بهذه الروعة.

المهم بعد تخرجي من الثانوية بتفوق، دخلت الجامعة، واستمريت بعمل الصداقات، ولم أكن أذهب لجميع المحاضرات، فقليلا ما كنت أحضر، وأفعل الكثير من النشاطات اليومية، لم أكن أبالي للجامعة كثيرا، رغم ذلك كنت الأولى على دفعتي، ومن الأوائل بالجامعة.

حاليا أنا في السنة ثانية، قبل دخولي الجامعة قررت أن أتخلص من وزني الزائد لأصبح بمعيار مقبول بالوزن، وعندما بدأت الجامعة قررت أني سأدرس أكثر، وأحضر جميع محاضراتي، حتى أكون من المتفوقين، لكن كان علي إكمال دراستي بالجامعة في منطقة بعيدة عن منزلي يعني ساعة ونصف أو ساعتين لأصل للجامعة قبل بداية العام الدراسي، وتخلصت من وزني الزائد قمت ببعض الفحوصات فكانت سيئة: (كولسترول عالي - جرثومة في المعدة - فقر بالدم - فقر فيتامين د)، حزنت جدا على فحوصاتي، وبكيت لأني كنت آمل أن تكون فحوصاتي أفضل، لأني اتبعت نظاما غذائيا، ورياضة، فتوقفت عن الدايت، وخفت حركتي، وبدأت أدخل في كآبة عند دخولي للجامعة، وتفكيري مشوش، حضرت جميع محاضراتي، وأدرس كل يوم رغم كوني متعبة من طريق الجامعة الطويل، وحاولت مرارا، وظننت أنني سوف أحرز مجموعا عال في الامتحان الجزئي، ولكن رسبت فيه، وعدت وحيدة لا أجد أصدقائي، وأشعر كأن الأشخاص الجدد ينظرون إلي أنني غبية.

الآن أنا مقبلة على الامتحان الفصلي الكبير، الذي عليه 70%، آمل بأن أعوض رسوبي بالجزئي وأنجح في موادي، ودرست بشكل أفضل، وتابعت مع دكاترة، وكنت أجيد الحل (اختصاصي رياضيات)، لكن منذ أسبوعين لم أعد أتابع دروسي، وزاد قلقي وحزني وخوفي، صرت أفكر أن أتوقف عن الجامعة أحيانا، وأحيانا أقول لا، سأجرب هذه المرة.

حاليا عندما أحاول حل المسائل الرياضية لا أعرف حلها، كأني لم أفهم شيئا من موادي، فأنا درستها مرارا وتكرارا، أشعر أنني لا أعرف شيئا عنها، ولا أجيد حل شيء، لم أعد أرغب بالحياة، نسيت اللذة، أشعر بالتعب الشديد، حاليا في عطلة السنة الجديدة أنام كثيرا، وأبكي كثيرا، أقرأ القرآن لأخفف عن قلبي، لكن أريد حلا لأعود كما كنت، فامتحاني بعد أسبوعين، وموادي كثيرة وكبيرة.

أنا أدرك أني أستطيع دراسة، وفهم كل شيء قبل يوم من الامتحان، ولكن ليس وأنا بهذه الحالة، أشعر بأني فقدت قدرتي على الفهم والحل.

أرجو منكم مساعدتي لأخرج من هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير ويحقق لنا ولكم الآمال.

فقد أسعدتني قدرتك على تجاوز صعوبات الطفولة، وأفرحني تفوقك في دراستك في بعض مراحلها، وكل ذلك يثبت أنك قادرة على تحقيق كثير من الإنجازات؛ لأن الذي وفقك هو ربنا الكريم، فأقبلي عليه واجتهدي في طاعته، واسأليه من فضله العظيم.

نحن نخطئ عندما نقلل من قدراتنا، ونعظم من قدرات الآخرين، ونتمنى أن تكتشفي ما وهبك الله من المواهب وتتعرفي على ما أولاك به من النعم لتقومي بشكرها، والشكر سبب لحفظ النعم، وسبب للفوز بالمزيد، قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم أن عذابي لشديد.

ولا يخفى على أمثالك أن الصحة الجيدة نعمة من الله، وأن للوصول إليها أسباب يفعلها الإنسان، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ثم يرضى بما يقدره مسبب الأسباب، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

وعلينا يا -ابنتي الفاضلة- أن ننظر دائما إلى من هم أقل منا في كل أمور الدنيا كما وجهنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم، كي لا نزدري نعم الله علينا، أما في أمور الآخرة فعلينا أن ننظر إلى من هم أعلى وأفضل حتى نتأسى بهم، بل ونتسابق معهم في سيرنا إلى الله ونحن نردد، وعجلت إليك رب لترضى.

وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1 - كثرة اللجوء إلى الله.
2 - نظمي جدولك للمذاكرة، واجعلي فيه أوقاتا للراحة والترويح، وأعطي جسدك حظه من الراحة، وحقه من الطعام.
3- نظمي طعامك انطلاقا من توجيهات طبيبة متخصصة.
4- لا تتأثري بالأشياء السالبة، ولا تقفي طويلا عند محطات الهبوط؛ لأن ذلك يعمق الجراح ويوصل إلى الإحباط، فلا تقولي لو كان كذا وكذا لكان كذا، ولكن رددي بلسان أهل الإيمان، قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
5 - تذكري أن عليك السعي، وليس عليك إدراك النجاح.
6 - تعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان وتعوذي بالله من شره ونفخه ونفثه.
7 - لا تخافي من الشعور بأنك لا تملكي معلومات، فجزء من ذاك الشعور طبيعي، والمعلومات تخزن ولا تخرج إلا عند الاختبار، وهذا أمر معروف وملاحظ وثابت علميا.
8 - تواصلي مع موقعك، واطلبي مساعدة المستشارين النفسين، واعلمي أن كل من في موقعكم يتشرف بخدمة رواد الموقع.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونسأل الله أن يوفقك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً