الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع مقاطعة من يؤذيني من الأهل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، لدي أقارب أعمام وأخوال وعلاقتي معهم عادية، إلا أن لدي خال لم يسلم من شره أحد، فقد آذى أبي وأمي شر أذية، مع أنها هي أكبر إخوانها وهو أصغرهم، وآذى إخوتي من قبلي، إلى أن تجرأ ذات مرة وأراد أذيتي على شيء لا يستحق الأذية فغضب والديّ منه ومنعاه من أذيتي فقد استحملاه بما فيه الكفاية.

لدي خالة أصغر من أمي وبفارق كبير جداً، خالتي مؤذية جداً، عندما كان عمري 22 سنة، كنت مخطوبة من شخص مواصفاته رائعة، إلا أن الحسد أعمى بصيرة خالتي فسعت إلى أن تفرق بيننا وتفسخ الخطبة، وكانت تهاجمني وتهينني أمام ناظر الجميع ولم يتدخل أحد ليوقفها عند حدها، وليس لدي إخوة أو أخوات أكبر مني ألجأ إليهم، وبهذا سعت واستطاعت أن تزرع الفتن والمشاكل بيننا وفسخت خطوبتي، بسببها لم أتزوج، هي تكره أن تراني ناجحة أو سعيدة، تحاول جاهدة لكي تدمرني، وأحاول مقاومتها بكل ما أستطيع.

رأيت رؤيا في المنام وفسرتها عند مفسر فقال لا أصدق أن التي رأيتها في المنام هي خالتك أخت أمك، تفسير الحلم تحسدك جداً وبشكل غريب، وحذرني منها، كنت أعلم هذا من قبل أن يقول لي المفسر لأنها تحقد علي بدون ذنب أو سبب، وتحسدني بشكل مخيف، أراها مريضة وتمكن الحسد منها.

أحاول دائماً تجنبهم وعدم مواجهتهم أو الاختلاط بهم، لكي أحمي نفسي وأحفظها، فقد تعبت تعباً شديدا، لم أعد كالسابق أتحمل، لو آذوني ربما أؤذيهم مباشرة، لا أستطيع تقبل الإهانة والأذى بعد الآن، تعبت نفسياً وجسدياً بسببهم، فهل يجوز لي الابتعاد عنهم درءاً للمفاسد والأضرار؟

أرجو الرد، جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

- بداية هؤلاء الذين تكلمت عنهم هم من الأرحام، والأولى قبل التفكير في الهجر أن يكون منك أو من قرابتك النصح لهم، وتذكيرهم بأن ما يفعلون معكم هذا لا يرضي الله، وأن هذه التصرفات تعد من قطع الرحم الذي نهت عنه الشريعة، يمكن أن يهدى لهم بعض الهدايا حتى تتألف قلوبهم، فالهدية لها وقع في النفس في غرس المحبة في القلوب، وكذلك عليك الدعاء لهم بظهر الغيب بأن يصلح الله حالهم، وأن يرزقهم حسن الأخلاق، كما أني أوصيك بالمزيد من التحلي بالصبر الجميل ومحاولة التغاضي عن سوء أفعالهم.

- وبعد كل الأسباب السابقة، فإذا كان شرهم ما زال مستمرا، فلا بأس من الهجر لهم منكم جميعا، فلعلهم يعودون عن غيهم، ولا يلجأ إلى القطيعة إلا بعد استنفاد جميع الوسائل السابقة، وخاصة إذا كان الأذى لا يحتمل.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً