الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نعالج العصبية عند ابني الصغير؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل عمره أربع سنوات ونصف، الولد دائما التعلق بوالدته، وأنا كثير السفر، وذلك لظروف عملي، ولكني ألاحظ عندما يريد النوم يقوم بيديه بملامسة أنف أمه، ويقوم بملامسة عن طريق التحسيس رويدا رويدا إلى أن ينام، ويتكرر منه هذا التصرف!

ويقوم أحيانا وهو مستيقظ بعمل نفس الوضع، ولكنه بوجهه في أنفي أو أنف أمه عن طريق ملامسة خدوده إلى الأنف دقائق ويصمت، وهو كثير العصبية والعناد، ويريد أن يطبق رأيه على آراء والديه، هو ذكي جدا، ويحب الدروس جدا، لكن هذا ما ألاحظه من تصرف، فهل فعله منه خطر؟ وكيف أساعده؟

أرجو الإفادة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الملاحظة والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية والطوية، وأن يلهمكم السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

لا شك أن سفرك المتكرر يجعل الطفل يلتصق بأمه، وهو بلا شك يبحث عن الأمان والاهتمام، ونتمنى أن تخصص له أوقات تخرج به بعد رجوعك من كل سفرة، وليس من الضروري أن تكون المدة طويلة، ولكن من المهم الإقبال عليه والاشتراك معه في اللعب، واصطحابه إلى الأماكن النظيفة الآمنة، مع ضرورة التنسيق مع والدته ووضع خطة تربوية موحدة، وقيم ثابتة متفق عليها.

وأرجو أن تحرص والدته على تعويده على النوم وحده، ولا مانع من أن تكون إلى جواره تردد معه أذكار النوم، وتقص عليه قصة مفيدة، وتختم كل ذلك بلمسة أو قبلة حتى ينام في أمان.

أما بالنسبة لمداعبته لأنف والدته أو أنفك قبل النوم، فالمطلوب هو تغيير هذه الحركة بطريقة غير مباشرة، وذلك بالإمساك بيده وإزاحتها، ثم وضعها على صدره مع يدك أو يد والدته، وفي المرة التي بعدها المرور بيده ويد والدته أو يدك على رأسه وشعره، وذلك مما يعجل بنومه، ويساعد في تغيير الحركة النمطية وتشتيتها.

ومن الأشياء المفيدة اللعب معه حتى يأتي للفراش، وهو مجهد حتى ينام بسرعة، وتعويده الذهاب لفراشه وحده، والثناء على كل خطوة في الطريق الصحيح حتى لو كانت قليلة.

أما بالنسبة لعمل الحركة بوجهه وهو مستيقظ، ففيه إشارة إلى رغبتة في الاهتمام به، وغالبا ما يفعل هذه عندما يشعر أنكم تشاغلتم عنه، ولذلك فهو بحاجة إلى أن يشغل بألعاب أو برفاق طيبين حسنة أخلاقهم، كما أشار لذلك الغزالي -رحمة الله عليه-.

ومن الأشياء المفيدة في صرفه عن التصرف المذكور إعطاءه مهام، كأن نقول افتح الباب، أو ناولنا كذا، أو انظر إلى تلك العصفورة الجميلة.

ونتمنى ألا تكرروا أمامه عبارة هو شديد العصبية والعناد؛ حتى لا يحصل ترسيخ للسلوك، بل ينبغي التشاغل عن عصبيته، وعدم مجاراته عند عناده، والتركيز على الأشياء الصحيحة؛ حتى يزيد منها.

واعلموا أن حدة الانفعالات والعناد أمور طبيعية في مرحلته العمرية، فلا تظهروا الانزعاج، ولا تكثروا عليه من التوجيهات، ولا تستجيبوا له إذا عاند أو انفعل، حتى يعلم أن الطريق الصحيح للوصول لما يريده إنما هو الهدوء والتفاهم.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالمتابعة مع موقعكم، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يوفقنا للطاعة وفعل الخيرات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً