الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضيق من تصرفات والدة زوجتي بسبب تعلقها بابني، فهل أنا محق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر كل القائمين على هذا الموقع ومقدرين كل الجهود فيه.

السؤال عن بعض المشاكل في علاقتي مع زوجتي بسبب حماتي، وهنا أريد المشورة والنصح منكم.

في البداية علاقتي مع حماتي -أم زوجتي- تعتبر جيدة، وخصوصا في بداية ارتباطي بزوجتي، لكن بعد ذلك وعند الاختلاط معها أكثر كان هناك لدي بعض التحفظات على أسلوبها مع زوجها، أو بعض السمات الشخصية فيها، لكن ذلك لم يؤثر على علاقتي معها، فطالما هناك تبادل الاحترام بيننا تصبح الأمور جيدة، ولا بأس بها.

المشكلة بدأت عندما أنجبنا أول طفل، فأصبحت كثيرة الاتصالات بزوجتي، ما يقارب ٧ إلى ٨ اتصالات يوميا، غير اتصالات الفيديو اليومية والمتكررة طوال اليوم.

بدأت المشكلة مع زوجتي، فأنا لا أريد أن أجرح شعورها تجاه أمها، وفي نفس الوقت لا يعجبني هذا الوضع، فهي شديدة الحب والارتباط بابني لدرجة تجعلني أنكمش عنها وعن زوجتي، وكثرت بيننا المشاكل والخناقات، هل أنا محق في ضيقي؟ ما هي الحلول الوسط الممكنة؟

خالص الشكر لكم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

- اتصالات حماتك مع ابنتها وتعلقها بولدك أمر طبيعي، طالما لم يحدث تأثر من ناحية سلوكيات زوجتك تجاهك، وأنصحك ألا تبدي أي استياء من ذلك بل اعرض عن ذلك تماما وكأنه لم يحصل شيء.

- تضجرك من كثرة اتصال حماتك هو الذي سيسبب لك المشاكل من جهتين، أولا من جهة زوجتك والثاني من جهة حماتك.

- أنصحك أن تبقي علاقتك قوية مع حماتك، ولا بأس أن تهدي لها بعض الهدايا الرمزية ما بين الحين والآخر، لأن الهدية توطد العلاقات والمحبة كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

- أوصيك أن تكون على تواصل دائم مع زوجتك وأن تشعرها باهتمامك وأنت خارج البيت، وأن تبتدئها بالكلمات العاطفية وتشعرها بحبك وقربك حتى لا تظن أنك معرض عنها وغير مهتم بها وأن الذي يهتم بها هو أمها.

- لعلك تدرك ما جبلت عليه النساء من كثرة الكلام، فطاقتهن كبيرة لدرجة أنها تزعج الرجال، فبحسب الدراسات العلمية فإن المرأة عندها القدرة على أن تتكلم نحو عشرين ألف كلمة يوميا، بينما الرجل لا يتجاوز سبعة آلاف كلمة، وعليه فلا بد من تقبل المرأة على هذا النحو فهذه تركيبتها، ولا يمكن لأي أحد أن يمنع هذه الفطرة، بل محاولة كبت هذه الصفة قد يؤدي إلى تفجر مشاكل بين الزوجين، ولذلك لا بد أن يكون هنالك حوار ما بين الرجل وزوجته، وأن يسمح لها بالتواصل مع أقربائها ومعارفها حتى تنفس عن نفسها.

- احذر من مكر الشيطان الرجيم الذي يأتي بحيل كثيرة لإثارة الفتن بين الزوجين ولن يرضى إلا إذا فرق بين المرء وزوجه.

- أشغل نفسك بأي عمل مفيد في حال انشغال زوجتك بالحديث مع أمها، وإن أردت أن تشغلها قليلا عن أمها فأشغلها بالحديث معك وأسس معها الحوارات الهادفة التي تؤسس لحياتكما وأبنائكما بشكل أفضل.

- افتح المجال لزوجتك كي تتكلم معك، ولا تظن أن ذلك أمرا سيئا بل على العكس، فإن أردت أن تفهم زوجتك فهما صحيحا فاستمع لها؛ لأن المرأة تفضي بكل ما في نفسها من خلال الكلام وكأنها تقرأ من كتاب، فلا تتردد في الاستماع لها ولا تتضجر من كثرة كلامها.

- المرأة الكتوم قليلة الكلام لا تستطيع أن تسبر غورها، لأن ما في نفسها حبيس بداخلها ومن الصعب أن تتكهن بذلك ما لم تتكلم.

- أوصيك كذلك أن توثق صلتك وصلة زوجتك بالله تعالى وتجتهد في تقوية إيمانكما من خلال كثرة العمل الصالح الذي سيكون سببا في جلب الحياة الطيبة لكما، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً