الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرتي ممن كان سيتقدم لخطيبتي قبلي تقتلني!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طبيب، أبلغ من العمر 31 سنة، ووضعي المادي لا بأس به، وتربيت في أسرة مستقرة والحمد لله، تقدمت لخطبة فتاة جامعية، عمرها 24 سنة، من أسرة كريمة، بعد أن تقصيت عنها بشكل جيد، وكانت سمعتها جيدة، وعقدت قراني عليها منذ شهرين، وزفافنا بعد ثلاثة أشهر، وأنا لم أعرف عنها إلا الخلق والحب والاهتمام والمعاملة الحسنة.

اتفقنا على أن نبني حياتنا على الصراحة، فاعتبرت أنه من الصراحة أن تخبرني بما حدث معها في الماضي، قبل العقد أخبرتني بأن هناك شابا من الجامعة أعجب بها، وكان يريد أن يتقدم لخطبتها، وأهلها وإخوتها على علم بذلك، ولكن عندما وجدت الشاب يماطل وغير جاد أنهت الموضوع، وبعدها حاول أن يخطبها عبر أهلها بأن يرسل أهله، لكن الفتاة رفضت وخصوصا أنها وجدت أن هذا الشاب لا يناسبها.

تقبلت الموضوع ونسيته، ولكن بعد فترة عدت لأفكر به، مشكلتي بأنني أشعر بالغيرة بأن خطيبتي قد عرفها شاب قبلي، ولست أنا أول شاب بحياتها، ودائما أحدث نفسي، هل مشاعرها صادقة تجاهي؟ علما أنها تحبني ولا تستطيع أن تفارقني.

هل أحبته مثلما أحبتني؟ علما أنها أخبرتني بأنه لم يكن هناك مشاعر تجاهه وإنما مجرد اهتمام. إذا تحدثنا حديثا أو حدث موقف جميل أعجبها أحدث نفسي، هل تتذكر له شيئا في هذا الحديث أو هذا الموقف له؟ وهل تحدثت نفس الحديث معه؟ هل أخبرتني بالحقيقة أم أنها كذبت؟

ما زاد الطين بلة أني قرأت على النت أن الزوج لا يمكن أن ينسى ذلك، وسوف يبقى ذلك في صدره، والنهاية الطلاق -لا قدر الله-.

أحب خطيبتي وأثق بها، وبالمقابل هذه الغيرة تشغلني وتفسد لحظاتي الجميلة معها، ماذا أفعل؟ انصحوني هل أكمل معها أم أنهي زواجنا؟ وما الطريقة لنسيان هذا الأمر وتجاوزه والعودة للحياة الطبيعية معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zaid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم وفقك الله أنك أخطأت بسؤالك لخطيبتك عن تفاصيل ماضيها تحت مبرر الصراحة، ومعرفة تفاصيل حياتها قبل خطبتها؛ لأن هذا السؤال غير واقعي ولا مطلوب، ويكتفى فقط بالتفاصيل المعروفة والمشهورة عن الشخص، دون البحث في أسراره وما خفي من حاله؛ لأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. فإذا كان من تاب من ذنب لا يعير به ولا يسأل عنه بعد توبته منه، فكيف بأمور طبيعية حصلت لخطيبتك مثلها مثل أي فتاة تخطب، ثم تفشل الخطبة لأي سبب؟! فلماذا فتحت على نفسك باب الخواطر والوساوس، وأنت تعرف من نفسك أنك شديد الغيرة؟!

وعلى كل حال ما تم مع خطيبتك من معرفتها بشاب آخر لا يدعو إلى القلق والغيرة؛ لأنه حصل بصورة طبيعية لغرض الخطبة والزواج، والذي يظهر من الوصف أنه لم يدخل إلى قلب خطيبتك ولم تتعلق به، بدليل أنها هي من رفضت إكمال الخطبة والزواج، ولو كانت تعلقت به أو أحبته لما رفضت إتمام الخطبة والزواج؛
فيكفي هذا برهانا وحجة أن ما تتخيله عنها غير صحيح، وإنما هي خواطر ووساوس من الشيطان.

أما أن الزوج لا يمكن أن ينسى ذلك مستقبلا؛ فغير صحيح، بل يمكنه، ولذلك ننصحك بالآتي:

- إقناع نفسك أن هذا الأمر -وهو ثبوت حب المرأة وتعلقها بالرجل- لم يحصل فعلا.

- أن أي خواطر أو وساوس من هذا النوع لديك يمكنك التخلص منه والتغلب عليها بالاستعانة بالله في دفعها، وقطع التفكير فيها نهائيا، وإشغال النفس بالتسبيح والذكر، والاستعاذة بالله من الشيطان عند ورودها على بالك.

- عليك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يصرف هذه الخواطر عنك وأن يذهب عنك فرط الغيرة، وكرر ذلك عدة أيام ولا تستعجل.

- وبناء على ذلك؛ فإن ذهب منك هذا الوساوس وهدأت غيرتك وأمكنك الارتياح لإتمام الزواج بها؛ فالحمد لله، وإن استفحل الموضوع لديك وزادت الخواطر والوساوس عندك، رغم معالجتك لها بما سبق نصحك به؛ فيمكنك استخارة الله في فراقها وفعل ما تطمئن له نفسك.

أسال العظيم أن يصلح حالكم، وييسر أمركم، ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً